تتحرك التطورات الميدانية في اليمن بوتيرة متسارعة، مع تصاعد التحشيد على خطوط النار وارتفاع منسوب الترقب لعودة القتال إلى واجهات عدة.
ووفق وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر عسكرية، فإن جماعة الحوثي ترتب لهجمات واسعة على ثلاث جبهات رئيسية هي الحديدة وتعز ومأرب، بغرض الضغط على الحكومة المعترف بها دولياً وإرباك الترتيبات العسكرية القائمة.
وفي الإطار ذاته، تشير المعطيات إلى أن الجماعة كثفت عملياتها خلال الأسبوعين الماضيين في تعز وشبوة وصعدة، في سياق استعدادات لمرحلة تصعيد ميداني أوسع، بحسب المصادر ذاتها.
وامتدت التعزيزات الحوثية، وفق ما أكدته المصادر، من الساحل الغربي وصولاً إلى تعز ثم مأرب، ضمن تحركات تستهدف إشعال جبهات خامدة واستعادة زمام المبادرة في الميدان.
ويرى مراقبون أن هذا الحشد يتقاطع مع أهداف توسع ميداني باتجاه مناطق غنية بالطاقة، لتعويض خسائر فرضتها ضربات على موانئ الحديدة وتداعيات تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
وعلى الأرض، أعلنت المقاومة الوطنية مساء الخميس أنها خاضت اشتباكات مدفعية عنيفة مع الحوثيين جنوب الحديدة غربي البلاد، مؤكدة أنها أخمدت مصادر نيران واستهدفت مرابض المدفعية المقابلة وكبدت المهاجمين خسائر بشرية ومادية.
وذكرت المقاومة أن مواقع عسكرية جنوب الحديدة تعرضت لقصف مكثف بأسلحة المدفعية، لافتة إلى أن المحاولات الهجومية لم تحقق أهدافها، وأن الرد المدفعي أسكت مصادر النيران.
وفي أواخر يوليو الماضي، شنت جماعة الحوثي هجوماً برياً واسعاً على مواقع في جبهة علب شمالي صعدة، وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة جنود، بحسب المعطيات الميدانية.
وبحسب الجيش اليمني، فقد نُفذ هجوم مضاد أدى إلى سقوط عشرات من عناصر الجماعة بين قتيل وجريح، وتدمير نحو ثلاث آليات عسكرية.
ويتزامن ذلك مع حراك عسكري واسع للجيش اليمني وقوات العمالقة والقوات الجنوبية انطلاقاً من عدن، حيث تعمل غرفة عمليات مشتركة على تنسيق التحركات بين مختلف التشكيلات.
وعلى مدار الأيام الماضية، عقد عضوا المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي، ورئيس هيئة الأركان وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، اجتماعات موسعة مع قيادات وزارة الدفاع.
وشملت النقاشات، بحضور ممثلين عن قوات التحالف العربي، استعراض الوضع الميداني على الجبهات ضد الحوثيين، ومستويات الجاهزية القتالية، وتقييم الانتشار العملياتي وترتيبات التنسيق بين الوحدات استعداداً للمهام الدفاعية والهجومية.
كما تناولت الاجتماعات خططاً لتعزيز الحضور العسكري في مختلف مسارح العمليات، بما يرفع قدرة القوات على مواجهة التهديدات وتحقيق تقدم ميداني محسوب.
وشدد نائب رئيس المجلس الرئاسي وقائد قوات العمالقة عبدالرحمن المحرمي على ضرورة بلوغ أعلى درجات الاستعداد، مؤكداً أن سقوط جماعة الحوثي بات قريباً وفق تعبيره.
وأكد المحرمي أن القوات المسلحة ماضية نحو استعادة مؤسسات الدولة وبسط السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، داعياً إلى تكامل الجهود الأمنية والعسكرية ضمن استراتيجية وطنية موحدة تضمن تبادل المعلومات وتنسيق المهام وترسيخ الاستقرار في المناطق المحررة.
المصدر: العين الاخبارية