وجه مجلس النواب اليمني اليوم الأحد رسائل هامة إلى عدد من برلمانات العالم بشأن الحرب المستعرة التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في اليمن.
وقال مجلس النواب في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك رصده محرر “عدن نيوز” إن رئيس المجلس الشيخ سلطان البركاني وجه رسائل الى عدد من رؤساء البرلمانات في العالم بشأن الحرب المستعرة التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في مأرب وبعض المحافظات واستهدافها الجنوني والاجرامي للنازحين والمناطق الآهلة بالسكان وضربها المدن والمطارات السعودية ورفضها المبادرة الأمريكية لايقاف الحرب التي لاقت ترحيبا من قبل الشرعية والتحالف العربي وتقويضها لكل مساعي السلام منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
وأضاف المجلس أن الرسائل وجهت الى كلا من رئيس مجلس النواب الأمريكي ورئيس مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ورئيس مجلس العموم البريطاني ورئيس مجلس الدوما الروسي ورئيس مجلس الشعب الصيني ورئيس البوندستاغ ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس البرلمان الأوروبي.
وناشد البركاني في الرسائل ضمير العالم أجمع أن يتحرك بصورة عاجلة لإنقاذ السكان والمدن والقرى في مأرب والجوف واليمن كلها والسكان المدنيين الآمنين في المدن السعودية.
نص الرسائل:
يشرفني أن أبعث إليكم باسمي وزملائي في البرلمان اليمني أصدق التحايا وأعبر لكم عن تطلعنا في مجلس النواب بالجمهورية اليمنية إلى مخاطبة ضمائركم وحكوماتكم ونحن نمر بأحلك الظروف والمراحل الخطرة واللحظات الدامية الحزينة التي فرضتها علينا مليشيا الحوثي الإرهابية وملآلي إيران بإشعالهم الحرب على مدى ست سنوات متواصلة.
والان ومن عدة أشهر حرب مستعرة في محافظة مأرب والجوف وقتل ودمار واستخدام بكل بشاعة لآلات القتل المختلفة وفي مقدمتها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة التي تضرب مدينة مأرب الآهلة بالسكان المدنيين والنازحين وريف المدينة وقراه وضربت تلك الطائرات والصواريخ المدن السعودية الآمنة ومطارتها وازدادت عنفواناً بعد المبادرة الأمريكية لإيقاف الحرب التي أعلنتها الإدارة الجديدة ودعا إليها العالم أجمع ولقت ترحيباً كاملاً من قبل الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي لدعم الشرعية، غير أن تلك المليشيا استمرت بممارسة العنف والحرب والقتل والدمار ولم تُلقي بالاً لكل تلك المبادرات والنداءات والدعوات وقوضت كل مساعي السلام في مختلف المراحل والأزمنة منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
وها نحن نخاطبكم ودماء اليمنين تنزف على طول محافظة مأرب والجوف وعرضها، المدينة التي لجأ إليها النازحون من مختلف المحافظات اليمنية هرباً من الحوثي وطاحونة الموت التي تدير عجلاتها تلك المليشيات ببشاعة غير مسبوقة، وهاهم النازحون الآن يواجهون خطراً محدقا بهم ومؤكد، لان المليشيا الحوثية ضربت بدعوات السلام التي أطلقها العالم والأمم المتحدة عرض الحائط وأوغلت بالعدوان والعنف المنقطع النظير ولم تقف الدعوة للحرب وممارسة العنف وقتل الأنفس البريئة وتدمير المنازل وهدم المنشآت عند حد.
بل تمادت إيران وأذرعها في لبنان الى مشاركة فاعلة في قتل اليمنيين من خلال مشاركة مسلحيهم بالأعمال القتالية في اليمن ثم الدعوات لأسقاط مأرب بالقوة وكل ذلك وغيره من الاعترافات جاءت عبر خطابات علنية ومتلفزة لحسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان، إذ ان النفوس الإرهابية الشريرة لدى إيران وأذرعها لا يهمها الفتك بالناس وتروعيهم وتدمير مقومات حياتهم فضلاً عن تهديدها السلم والامن في اليمن وفي المنطقة كما في العالم كله، بما تشكله من خطر على اليمن أرض وانسانا وعلى المملكة العربية السعودية وعلى الملاحة الدولية.
ولا أريد أن أمضي معكم سيادة الرئيس في الحديث عن تعداد جرائم الحوثي التي تقدم شهادة فصيحة المعنى على بشاعة هذه العصابة الإرهابية وإجرامها فهي كثيرة وكثيرة، يؤكد ذلك إصرارها الان على الحرب وتمسكها بخيارته واستهتارها بالعالم أجمع ودعواته، فما يجري في مأرب اليوم من وحشية وحرب مدمرة وإحراق للأرض وقتل للبشر واستخدام للأسلحة المحرمة دولياً وزرع الالغام وضرب الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة على الأحياء المدنية الأهلة بالسكان خير شاهد ولا نحتاج معه إلى دليل، وللأسف أن العالم والأمم المتحدة عاجزين عن إنقاذ اليمن وإيقاف الحرب رغم كل الدعوات ويشاهدون يومياً من على وسائل الإعلام جرائم الحوثي البشعة وشنه الحرب بدون هوادة، كما عجزوا في الماضي عن إقناع العصابة الحوثية باخلا سفينة صافر من حمولاتها النفطية التي تهدد البيئة في البحر الأحمر برمته من اليمن إلى مصر وتضر بالجانب الاقتصادي ضراراً بالغاً وتشكل كارثة يعلم الله نتائجها.
السيد الرئيس إن بلدي اليوم تدفع ثمناً باهضاً نتيجة تساهل العالم أمام صلف وممارسة الحوثيين وشنهم الحروب وها هم مليون وخمسة مائة ألف يمني لاجئ في مأرب يواجهون خطر الموت المحدق بهم، وهم من شردهم الحوثي من ديارهم في السابق وفيهم النساء والأطفال الذين فقدوا من يعولهم.
وانا لنناشد ضمير العالم أجمع أن يتحرك بصورة عاجلة لإنقاذ هذه الأرواح البريئة والمدن والقرى في مأرب والجوف واليمن كلها والسكان المدنيين الآمنين في المدن السعودية من عنف الحرب والوحشية التي يمارسها الحوثي، وأن لا يكتفي العالم بالدعوات وهو يرى يومياً الأرواح تزهق والمنشآت تدمر والأرض مشتعلة لأن الحوثيين لن يذعنون للسلام بمجرد الدعوات، ويثبتون للعالم أجمع أن خيارات السلام ليست واردة في حسابتهم إلا حينما يريدونها هم لأعطا أنفسهم فرصة لترتيب أنفسهم من جديد كما هي حالة اتفاق ستوكهولم التي اعطاهم الفرصة لاسترداد الأنفاس وترتيب أوضاعهم العسكرية، ثم نكثوا ولم ينفذوا منه حرفاً واحداً وتلاعبوا بالأمم المتحدة ومبعوثيها وعسكرييها ومضامين اتفاق ستوكهولم.
السيد الرئيس إن هذه العصابة لم تستثن السياسيين ولا البرلمانيين ولا الإعلاميين ولا الناشطين الحقوقيين مما يسمى بأحكم الإعدام وقد شملت ما يسمى بتلك الأحكام 46 نائبا من زملائكم البرلمانيين اليمنيين وانا واحداً منهم وكذا معظم قيادة الدولة واستولت على ممتلكاتهم في مناطق سيطرتها.
وختاماً نكرر دعواتنا ومناشدتنا لزملائنا البرلمانيين في العالم وحكوماتهم والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف عاجل لإيقاف نزيف الدم والدمار الذي تمارسه عصابة الحوثي الإرهابية وإعلاء مبادئ الحق والعدل وتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بشأن اليمن وفي مقدمتها القرار 2216 ، لما من شأنه حماية اليمن والمنطقة والمجتمع الدولي من سطوة الإرهاب.
وتقبلوا أصدق تحياتي.