كشفت السلطات الأميركية عن أنها تحققت من أن أنطوني كوين وارنر هو الشخص المسؤول عن التفجير الذي وقع صبيحة عيد الميلاد في وسط مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، مؤكدة أن الفحوصات أثبتت أن «الحمض النووي (دي إن إيه)» المأخوذ من البقايا البشرية التي عثر عليها في المكان، يعود إليه.
وعقب أيام من التحريات المكثفة التي شارك فيها المئات من عناصر الشرطة والأدلة الجنائية المحلية بمساعدة من «مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي)»، أعلن المحققون أن أنطوني وارنر (63 عاماً)، الذي كان يعمل لحسابه الشخصي اختصاصياً في تكنولوجيا المعلومات، لم يكن متزوجاً، وأنه وجه رسالة بالبريد إلى أحد عملائه قبل 3 أسابيع ليقول إنه سيتقاعد. وشرع بالفعل في التخلص من ممتلكاته. وأخبر صديقته السابقة بأنه مصاب بالسرطان وأعطاها سيارته. وتخلى عن منزله عشية «عيد الشكر» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولكنه أبقى عربة «آر في» للسكن المتنقل.
وأوضح التحقيق أن وارنر وضع المتفجرات داخل عربة السكن هذه وأوقفها صبيحة عيد الميلاد في وسط ناشفيل، واستعد بمكبر صوت لتشغيل تحذير مسجّل مسبقاً وأغنية «داون تاون» لبيتولا كلارك، التي ذاعت عام 1964 احتفالاً بالأضواء الساطعة وصخب المدينة النابضة بالحياة. وما إن سمع السكان التحذير المسجل حتى أبلغوا الشرطة التي هرعت إلى المكان وجرى إخلاء أكبر عدد ممكن من السكان من الشقق والفنادق القريبة. وعند الصباح، انفجرت العربة التي كان وارنر داخلها ليكون الشخص الوحيد الذي قتل.
وقال المدعي العام في تينيسي، دونالد كوتشران، في مؤتمر صحافي: «توصلنا إلى استنتاج مفاده بأن أنطوني وارنر هو المفجر»، مضيفاً أنه «كان موجوداً عندما انفجرت العبوة وقُتل في الانفجار». وعبر عن اعتقاده بأن وارنر تصرف بمفرده.
ولا يزال المحققون يحاولون فهم شخصية وارنر ولماذا قام بهذا العمل. وصرح المسؤول لدى «مكتب التحقيقات الفيديرالي»، دوغلاس كورنيسكي» بأن المعلومات المرجوة «ستساعدنا في فهم دوافع المشتبه به»، مضيفاً: «لن تكون أي من هذه الإجابات كافية على الإطلاق لمن تأثروا بهذا الحدث».
وكان وارنر ظهر بصفته شخصاً «ذا أهمية» بعدما تمكن المحققون من العثور على الرقم التسلسلي للعربة بين الأنقاض. وتبين أن وارنر كان خبيراً في التعامل مع الإلكترونيات ومقاولاً لتكنولوجيا المعلومات، وكانت لديه شركة إنذار ضد السرقة.
وأفاد رئيس شركة «فريدريتش وكلارك ريلتي»، ستيف فريدريتش، بأنه كان على اتصال مع «إف بي آي» حول وارنر، الذي وجه رسالة بريد إلكتروني إلى الشركة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي يفيد فيها بأنه سيتقاعد. وقال إن وارنر «رجل لطيف، وهذا يبدو غير معهود بالنسبة لطوني الذي نعرفه»، مضيفاً أنه «كان محترفاً للغاية».
وفتش المحققون منزل وارنر المؤلف من طابقين في حي هادئ لم يعتد سكانه على رؤية عناصر «مكتب التحقيقات الفيديرالي»، ومكاتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في المنطقة. ووصفت المواطنة ديانا هيرنانديز وجود هذه العناصر في الحي بأنه «أمر مدهش للغاية. مثل مشهد سينمائي».
ولم يوضح المحققون ما إذا كانت هناك أي أهمية لإيقاف عربة الـ«آر في» أمام منشأة خاصة بشركة «آي تي آند تي» للاتصالات مما أدى إلى اضطراب خدمة الهاتف والإنترنت بعد الانفجار. علماً بأن العلاقة الوحيدة التي ظهرت بين وارنر والشركة حتى الآن هي أن والد وارنر عمل يوماً في شركة «ساثيرن بيل» التي اندمجت في النهاية فيما تعرف الآن بـ«آي تي آند تي».