تناولت صحف عربية ظهور سلالة جديدة من فيروس كوفيد-19 في بريطانيا وعدة دول أخرى، ومدى تأثير ذلك على كافة مناحي الحياة.
وأشار بعض المعلقين إلى وجود “حرب بيولوجية” وراء انتشار مثل هذه الفيروسات، بينما حاول آخرون طمأنة الناس بشأن السلالة الجديدة.
“سر كبير”
تحت عنوان “هـل هـي حرب بيـولوجية ؟”، تقول ابتسام آل سعد في الشرق القطرية: “ما القصة؟ فهل هو مجرد فيروس بيئي غير اصطناعي، خرج كما خرجت قبله فيروسات وأوبئة، وتم احتواؤها والسيطرة عليها؟ أم إنه حرب بيولوجية كانت موجهة ضد مجموعات بشرية معينة ثم تم فقد السيطرة عليها لتشمل الكرة الأرضية من جهاتها الأربع؟”
وتضيف الكاتبة: “ففي الوقت الذي بتنا فيه نتأمل خيرا من أن هذا الوباء في طريقه للانحسار، وإعلان هزيمته بإعلان اللقاح الناجع له… يخرج لنا رئيس الوزراء البريطاني ليفصح عن تحدي بلاده المستمر ليس ضد فيروس كورونا الأم… وإنما مع طفرة جديدة من هذا الفيروس أعلن وزير الصحة البريطاني أنها قد خرجت عن السيطرة، ولا يمكن تلافيها بالتعاطي مع اللقاح”.
كما كتب عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية مقال بعنوان “كيف تحولت لندن إلى ووهان أخرى؟” يقول فيه “الأخطر أنّ المعلومات المُتداولة حول هذه السّلالة قليلة جدًّا، وغير مفهومة، الأمر الذي أدّى إلى حالةٍ من الهلع مصحوبةً بارتفاع منسوب نظريّات المُؤامرة التي انتشرت على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التّواصل الاجتماعي”.
ويضيف الكاتب “هُناك سِر كبير مَسكوتٌ عنه، ويجري إخفاؤه عنّا، وإلا لماذا هذا التّسابق عالميًّا في الإغلاق والعزل بهذه الطّرق الحديديّة دُون تقديم أيّ إجابات تُبَدِّد الغُموض المُنتَشِر عالميًّا؟”
وتحت عنوان “الكابوس المستجد”، تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إن “السلالة الجديدة من هذا الفيروس تطل برأسها من بريطانيا، وتصيب عدة آلاف في أيام قليلة، وتؤدي إلى عزل الجزيرة، بعدما قررت معظم دول العالم، خصوصاً الدول الأوروبية القريبة وقف الرحلات الجوية إليها”.
وتضيف الصحيفة “أن تتحول بريطانيا إلى جزيرة معزولة تماماً عن العالم الخارجي، في سابقة غير مألوفة حتى خلال الحروب، فهذا يعني أن خطر السلالة الجديدة من فيروس كورونا قائم”.
“لا داع للخوف أو الهلع”
يقول فهد بن جليد في الجزيرة السعودية: “الهلع الذي أصاب الدول، والمشهد العالمي مع اكتشاف السلالة الجديدة لفيروس كورونا وتطوره، يبقي المخاوف العالمية على مسافة واحدة، بإجراءات مُتشابهة، فبوادر الإغلاق الجديد بدت واضحة، تأكد معها اختفاء مظاهر الاحتفال بالعام الجديد كالمعتاد، وكأنَّ العالم يعيش مراحل تصوير فيلم للمرة الثانية”.
ويحاول الكاتب طمأنة الناس من السلالة الجديد، قائلا: “لا داع للخوف أو الهلع من ظهور نسخة متطوِّرة أو مُتجدِّدة من الفيروس خصوصاً لدى المجتمعات التي ركنت إلى ثقافة عالية، وأظهرت أنظمتها وقوانينها قيماً رشيدة، واهتماماً نموذجياً بالإنسان”.
كما يقول حمود أبو طالب في عكاظ السعودية “بدلاً من الهلع وتناقل الشائعات البعيدة عن الحقيقة والتضخيم أو التحجيم للمستجدات التي طرأت على فيروس كورونا في بريطانيا ويخشى أنها انتشرت إلى الدول المجاورة لها وقلق دول أخرى في أوروبا وخارجها من نفس المشكلة، بدلاً من ذلك يكون الأفضل والأجدى متابعة المعلومات والتوصيات التي يتم إصدارها لدينا من الجهة المختصة، وزارة الصحة، والالتزام التام بها بشكل أشد صرامة من السابق”.
ويضيف الكاتب: “التهاون والتراخي الذي حدث في بعض الدول كان كارثياً عليها لأن معادلة الإنسان والاقتصاد كانت مضطربة في القرارات التي تتخذها الحكومات، كما أن بعض المجتمعات نسيت أننا في جائحة خطيرة غير مسبوقة وراحت تمارس حياة ما قبل الجائحة دون احترازات وقائية فحدثت انتكاسات كبيرة صعبت السيطرة عليها”.
وفي الشرق الأوسط اللندنية، يقول حسين شبكشي أن قلة المعلومات حول السلالة الجديدة كانت “سبباً في زيادة الارتباك والحيرة من المجهول القادم، وخصوصاً أن حالة التفاؤل والنشوى الإيجابية جراء البدء في إجراءات تلقي اللقاح الذي طال انتظاره لوقت طويل جداً قد سادت الأجواء”.
ويضيف الكاتب: “هل اللقاحات التي احتفل بها العالم كافية وفعالة ومؤثرة للتعامل مع السلالة الجديدة؟ هذا قد يكون السؤال المفصلي الأهم والأخطر الذي سيبعث الأمل مجدداً في العالم وهو بأمس الحاجة لذلك”.
المصدر: BBC عربي.