بقلم - محمد الحذيفي
صورة من صور الإبتزاز ، والنهب لحقوق اسر الشهداء ، والجرحى ، أو للإكرامية التي يحصلون عليها سنويا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، 15000 الف ريال من مجموع مبلغ 382500 ريال لكل اسرة شهيد يتم خصمها تحت مسمى رسوم تحويل كما اخبرني من استلموا ذلك ، هذا بعد ان تعرض المبلغ الرسمي للإكرامية الذي لم يكن ال 382500 للحذف منه او التنقيص.
معظم اسر الشهداء في مناطق محررة ، وهذه المناطق كلها تتعامل مع نوعي العملة قديمها والجديد ، ورسوم التحويل لن تزيد عن 6000 الف ريال في حال افترضنا ان على كل مائة الف 2000 ريال.
فلماذا يتم خصم 15000 الف ريال؟.
وهذا المبلغ لا يقر ، الا في حالة أن الجهة المشرفة على توزيع المبلغ تعاملت مع كل المناطق على أنها تحت سيطرة الميليشيا الفاشية ، كما هو حال جشع الصرافين ، والاساليب القذرة للميليشيا في تعاملها مع العملة الوطنية بطبعتها الجديدة.
فمن غير المعروف كيف ، او لماذا قبلت الجهة المفاوضة مع شركات الصرافة خصم كل هذا المبلغ ، اكانت قيادة محور تعز ، ولا اضنها هي ، او الجهة المشرفة على توزيع الإكرامية او غيرها؟.
المؤسسات التي انشئت في لمح البصر تحت يافطة خدمة الجرحى ، وأسر الشهداء ، مؤسسة رعاية ، ومؤسسة شهيد ، وحق الجرحى لا اذكر اسمها ، والمؤسسة الوطنية لأسر الشهداء والجرحى ، وسيل كبير من تلك المسميات التي لا تعرف اسر الشهداء والجرحى الا عندما يكون هناك توظيف سياسي ، او تصفية خصومات ، او تقاسم رديات خصم رواتب أو إكراميات ، غابت وليس لها اثر ، وإلا مالفائدة من انشائها.
كأسرة شهيد ، ومنذ ان استشهد الشهيد تقي الدين رحمة الله عليه ، وحتى اليوم لم اسمع اي اتصال من تلك الكيانات الهلامية ، ولم اعلم عن صرف راتب الشهيد ، سوى من العقيد/ عبدالباسط البحر ، او مدير اعلام المحافظة العزيز نجيب قحطان.
على اقل واجب كان يفترض بتلك الجهات ، ان تسجل اعتراضا على مثل هذه الخصميات ، وترفع بالامر الى اعلا الجهات ، او تقنع الجهة المشرفة على صرف الإكرامية للإتفاق مع جهات الصرف ان يكون خصم الحوالة بحسب المنطقة التي يستلم فيها وكيل الشهيد الإكرامية ، اكان في المناطق المحررة ، او في مناطق سيطرة الإنقلابيين ، كما تفعل التربية والتعليم في تعز ، ومكتب المالية ، لا أن يترك الأمر للنهش كونها إكرامية كما قد يفكر البعض.
الرئاسة اليمنية ، والحكومة الشرعية ، وقيادة وزارة الدفاع ، وقيادة السلطة المحلية ، وكل الجهات الحكومية ، والمؤسسات التي اتخذت من اسر الشهداء عنواين لها ، لم تجد منكم اسر الشهداء أي تكريم فعلي يشعرهم بإحساس ، وقيمة ما قدموه في سبيل هذا الوطن ، او لفتة انسانية ، سواء كانت مادية ، أو عينية ، اوسلة غذائية على الأقل ، او حتى اتصال وقت الفرغة ، لتشعر تلك الأسر بنوع من الإعتزاز في نفسها ، وفي حكومتها ، رغم أنكم تصرفون الميليارات لدراوييش يهاجمونكم ليل نهار ، ويطعنونكم من الخلف ، ويخدمون الميليشيا الإنقلابية على مدار الساعة ، فعلى الأقل احفظوا لهم الإكراميات التي تمنح لهم من الملك سلمان حفظه الله ، وأوصلوها وافية غير منقوصة.
لا اتحدث من فراغ ، وانما من واقع كئييب ملييء بالمعاناة ، واقع يصنع الحسرة والألم ، ولا اتحدث عن نفسي ، وإنما عن عشرات الأسر التي يطحنها البؤس ، ويقتلها الإهمال ، ويجثم على صدرها القهر ، ولا تعرف كيف توصل صوتها.
وانت تشاهد الفرق ، وحجم التجاهل لاسر الشهداء والجرحى ، واهمالهم بصورة مستفزة ، ومقززة تجعلك تتحسر ، وتراجع حساباتك الف مرة ، وتندم على الوقت الذي لم تحسب فيه حساب لمثل هكذا نتائج.
كأسرة شهيد ، اقول ، وبملأ الفم شكرا ملك الإنسانية ، شكرا الملك سلمان ، شكرا يا قائد العروبة والإسلام على مواقفك العظيمة ، وتكريمك لأسر شهداء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يواجهون مشروع الفاشية الإيرانية ، هذه الاسر لم تكرم الا منك ، وللسنة الثالثة على التوالي ، فيما لم تجد من الحكومة الشرعية ، وقيادتها ، وقيادة السلطات المحلية غير التجاهل والنكران ، واتحدى ثم اتحدى شخص يقول غير ذلك.
والله الذي لا يحلف الا به ، لا اقول هذا تزلفا ، أو مجاملة ، او تجنيا على سلطاتنا الشرعية ، وانما هي الحقيقة التي دفعتني لقولها ، ولا يهمني ، ولا قيمة له عندي من سيقول اني قلت ذلك مجاملة ، و تزلفا ، أو ابتذالا ، أو حقارة ، وسترتفع عندهم غريزة الوطنية ، لكني لا القي لذلك اعتبارا ، ولدي من الشجاعة ما يجعلني في موقف المواجهة.
وهنا اقول لأصحاب ذلك المنطق وأسالهم :-
كم هي المرات التي صرفت فيها الحكومة اكرامية لأسر الشهداء ، والجرحى ، والمقاتلين في الثغور حتى ولو رمزية؟.
وكم المرات التي خصصت فيها فعاليات لتكريم اسر الشهداء ، وأطفالهم ، وماهي الإمتيازات التي خصصتها الحكومة لاسر الشهداء في مجالات التعليم ، او التعليم العالي ، أوالمنح الدراسية ، او التعيينات في البعثات والملحقيات ، وفي سلم القيادات الإدارية والسياسية؟
من الأحق بذلك هؤلاء ، ام شخص مثل فهد الشرفي ، وأمثاله كثيرون يحضون بالعناية والتكريم ، ويستلم كل واحد فيهم ما يقارب 3000 دولار شهريا كما يقال ، وهو الذي ينسف الحكومة نسف ، ويعرعر للجيش الوطني ، ويقول فيه ما لم يقله مالك في الخمر.
اثبتوا لي نقطة واحدة انا فيها على خطأ او تقنعنيةأني جانبت الصواب ، وأن كلامي مبتذل ، وسأعتذر أمام الملأ.
والد الشهيد الإعلامي/ تقي الدين الحذيفي.