حددت دراسة جديدة الفئة والعرق الذي يستهدفها فيروس كورونا المتحور الجديد الذي بدأ انتشاره من مقاطعة ووهان الصينية مطلع العام الحالي، ووفقاً لنتائج الدراسة فإن اليمن على ما يبدو ليست من ضمن الفئة أو المنطقة التي يفضلها الفيروس القاتل.
وخلصت دراسة حديثة إلى أن الشعوب الآسيوية أكثر حساسية واستجابة للفيروس من بقية سكان الكوكب. لا يعني ذلك، بطبيعة الحال، أن بقية الأعراق محصّنة، لكن إصابتها بالفيروس لن تكون، في أغلب الحالات، على المستوى نفسه من الخطورة كما هي الحال بالنسبة إلى الآسيويين.
هذا ما أكّدته ورقتان بحثيّتان نُشرتا على موقع مجلة “نيتشر” (NATURE)، إحدى أكثر المجلات العلمية تميّزاً ورصانة في العالم.
فقد تم إثبات أن الفيروس الجديد المسمى “سارس – كوف – 2″، يسيطر على مستقبِلات (Receptors) إنزيم ACE2 الموجود في الجسم البشري، ويستخدمها هذا الإنزيم للتكاثر إلى أن يتم تدمير تلك الخلايا. وهذه الطريقة نفسها التي دخلت بها الفيروسات “الشقيقة” لـ”كورونا” إلى أجساد البشر، مثل فيروس “سارس” (2002 – 2003) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS 2012).
أما المفاجئ فهو أنه ثبت علمياً أن نسبة إنزيم ACE2 في جسد الإنسان تتفاوت بحسب العرق، وبالتالي كلما ارتفعت نسبة وجوده يزداد خطر الإصابة. وبحسب النتائج، فإن “سارس – كوف – 2” قادر على استخدام ACE2 البشري بكفاءة فيروس “سارس” ــــ إن لم يكن أكثر ــــ ما قد يساعد في تفسير انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر.
ولإنزيم ACE2 (اختصار لـ Angiotensin-converting enzyme 2) تأثير مباشر على وظيفة القلب، ويتم التعبير عنه بشكل شائع في خلايا البطانة الغشائية للقلب والكلى. وهو موجود في كل الأعضاء الأساسية للإنسان، وإن بنسب متفاوتة تظهرها ورقة بحثية ثالثة.
وقد حلّل الباحثون، بشكل منهجي، متغيرات منطقة الترميز في ACE2 ومتغيرات eQTL، التي قد تعلن عن وجود الإنزيم، باستخدام قاعدة بيانات GTEx لمقارنة الخصائص الجينية لـ ACE2 بين المجموعات السكانية المختلفة. وتبيّن أن لدى مواطني شرق آسيا AFs أعلى بكثير في متغيرات eQTL المرتبطة بزيادة نسبة الإنزيم في الأنسجة، والتي قد تشير إلى “حساسية أو استجابة مختلفة” لفيروس “سارس – كوف – 2” من بقية الأعراق.
يعني ذلك، بحسب الدراسة، أن لدى سكان منطقة شرق آسيا خصائص جينية مختلفة عن بقية الشعوب، تسهم في زيادة نسبة إنزيم الـ ACE2 لديهم، ما يؤدي إلى إستجابة أكبر لديهم للفيروس بشكلٍ مختلف، وما يجعلهم أكثر عرضة للحالات الحرجة من المرض.