في تجدد للعنف في اليمن، سقط ما لا يقل عن ثمانين قتيلا بالإضافة إلى أكثر من مائة جريح، في قصف حوثي استهدف مساء السبت تجمعاً لمجندين تابعين للجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية، بأحد معسكرات مدينة مارب، شرقي اليمن.
وبحسب مصادر عسكرية فقد سقط صاروخ باليستي حوثي على مسجد النصر في معسكر الاستقبال الواقع في منطقة الميل، شمال غرب مارب، وأدى الانفجار إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، معظمهم من منتسبي اللواء الرابع حماية رئاسية، والذي يقوده العميد مهران القباطي.
وفي أعقاب الهجوم دعت وزارة الدفاع اليمنية، اليوم الأحد، قادة الوحدات والمسؤولين إلى رفع الجاهزية، مشيرة إلى أن هجوم مارب محاولة من جماعة الحوثيين للثأر لمقتل سليماني.
ووجهت الوزارة ورئاسة هيئة الأركان في بيان مشترك، قادة الوحدات والمسؤولين في مختلف المواقع العسكرية إلى رفع الجاهزية ومستوى الاحتياطات والتدابير الأمنية في هذه المرحلة التي وصفتها بالصعبة.
الإمارات في قفص الاتهام
وفي أعقاب الحادث اتهم صحفيون وناشطون سياسيون من اليمن دولة الإمارات بالوقوف وراء الهجوم، مشيرين إلى سعيها المستميت لإحداث خسائر كبيرة في صفوف الجيش الوطني، باعتباره القوة الضاربة بيد الحكومة اليمنية في مواجهة التوسع الإماراتي في اليمن.
وبحسب مراقبين، فإن نوعية الضحايا الذين سقطوا في الهجوم (قوات اللواء الرابع حماية رئاسية) كان لها دور كبير في توجيه أصابع الاتهام باتجاه أبوظبي، حيث كان هذا اللواء رأس حربة ألوية الحماية الرئاسية التي انتشرت في مدينة عدن عقب تحريرها من جماعة الحوثي في 2015م، وتحديداً منطقتي دار سعد ومعاشيق، قبل أن تجبر على التقهقر إلى مارب بعد الانقلاب العسكري الذي نفذته مليشيات المجلس الانتقالي على الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، في أغسطس من العام الماضي، وذلك بإيعاز من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذ الصدد قال الصحفي عامر الدميني بأنه على يقين بأن من قصف الجيش الوطني في معسكر الاستقبال في مارب، هو نفسه من قصف الجيش في نقطة العلم على مشارف عدن، في إشارة إلى الإمارات.
وأضاف في تغريدة له بتويتر أن” دولة الإمارات التي تعتبر هذا الجيش مليشيا هي من قصفهم، وغداً ستُكشف الحقائق، مشيراً أن الإمارات ترى نفسها في مواجهة مفتوحة مع الجيش في مأرب كما ترى السعودية نفسها في مواجهة مع الحوثيين، وقريباً يتضح الخيط الأبيض من الأسود”.
وقال سعيد ثابت مدير شبكة الجزيرة باليمن في منشور بصفحته على الفيس بوك،إن الحوثيين ليسوا وحدهم متهمين في استهداف قوات الجيش الوطني بمأرب، فهناك “الحكومة الإماراتية وأدواتها الذين حرضوا واتهموا أفراد الجيش وقوات الحماية الرئاسية في أغسطس الماضي بالإرهاب وقصفوا إخوانهم على مشارف عدن، هم أيضا مشاركون في ارتكاب مذبحة مسجد المعسكر التدريبي في مأرب شمال شرق اليمن”.
بدوره قال الناشط الصحفي محمد شعلان أنه بات من المؤكد بأن من قصف نقطة العلم هم من قصفوا المسجد في معسكر الاستقبال في مأرب.
وحول أسباب قصف المعسكر قال شعلان إن مقصد الإماراتيين ورسالتهم تتلخص في القول “كنا نحميكم من قبل بالباتريوت ولكن بعد طردكم لنا انظروا ماذا حل بكم.
شرعية ونائمة وضرورة البحث عن بدائل
وفي خضم الشعور بالطاغي بالغدر الإماراتي تجاه رجالات الجيش الوطني، لم ينسَ كثير من اليمنيين توجيه سهام نقدهم وتقريعهم تجاه قيادة الشرعية، وحملوها جزءاً كبيراً من مسئولية ما جرى للجيش، خاصة وأن الاستهدافات التي طالت الجيش وخاصة في مارب قد زادت وتيرتها دون إي رد أو اتخاذ احتياطات وقائية.
وطالبت هذه الأصوات الشرعية بضرورة البحث عن بدائل لتزويد الجيش الوطني بالسلاح النوعي الثقيل الذي يمكنه من الدفع عن جنوده أو الرد على العمليات الغادرة من أي جهة كانت.
وفي هذا الصدد قال المسئول البارز بحكومة الشرعية، عبدالكريم ثعيل: بعد اليوم لا عذر لقيادة الشرعية والجيش الوطني عن ايجاد منظومة باتريوت ودفاعية متكاملة وسلاح جوي لحسم المعركة مع مليشيات الانقلاب الارهابية.. ما يحدث عبث واهلاك غير مقبول والصمت عنه خيانة.