أعاد تقريرا نشر مؤخراً الجدل حول المعدلات الرهيبة للفساد في البلدان العربية التي تحتلّ أغلبها المراتب الأعلى في انتشار الفساد في العالم.
وتحدث التقرير عن تسجيلات لمكالمات هاتفية لرئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق عن دور لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الفضائح الشهيرة للفساد في ماليزيا والتي أدت إلى اتهامات خطيرة ضد عبد الرزاق وكانت من أسباب خسارته الانتخابات وتحويله مع بعض أفراد عائلته للقضاء لمحاكمته.
ويشير التقرير إلى طلب رئيس الوزراء الماليزي السابق من بن زايد تحويل أموال إلى ابن زوجة عبد الرزاق المقيم في نيويورك لإظهارها كهدية من بن زايد لتغطية نفقات إنتاج فيلم هوليوودي كلف الشاب الماليزي عشرات الملايين من الدولارات.
وكذلك يشير إلى حادثة أخرى يعد فيها ولي العهد الإماراتي بحلّ قضية تبييض أموال أمام المحاكم الأمريكية، وكان مثيرا للسخرية بعد هذه الفضيحة “الدولية” أن عبد الرزاق حذر من كشف مكالماته الهاتفية منعا “للإضرار بالعلاقات الدبلوماسية والمصالح الوطنية”، متسائلا عن “قانونية التجسس على رئيس وزراء”.
ولم يقتصر دخول الامارات في الأحلاف العسكرية التي تمزّق أحشاء بلدان عديدة منها اليمن بهدف إنهاء أحلام شعوب تلك البلدان بنظم سياسية متحررة من الاستبداد، واتخاذها أشكالا متعددة من التمسّح والاحتماء بإسرائيل تحت عنوان «التطبيع»، وكذا انتهاجها نظرية “الترفيه” مقابل الخنوع، وقمع وتعذيب المعارضين والتجسس عليهم، بل تعدا ذلك إلى نشر الفساد على نطاقات عالمية، وحماية أشخاص فاسدين أيضا، والتدخّل لدعم أشخاص متورطين بأعمال غير قانونية، وتبييض وتهريب الأموال، ومسائل أخرى كثيرة تنتظر الكشف.
وحسب منظمة الشفافية الدولية فإن 86٪ من الدول العربية هي في قاع مؤشر مدركات الفساد، وحسب رئيسة المنظمة فهناك علاقة واضحة ما بين وجود ديمقراطية سليمة والنجاح في مكافحة الفساد، أي بمعنى آخر أن الفساد يرتبط بعلاقة وثيقة مع الاستبداد، وهو أمر لدينا، في العالم العربي، فائض كبير منه جدا، نستطيع توزيعه على العالم بأجمعه.
وكانت ماليزيا وإندونيسيا وبعض أجزاء الصين الحالية أبعد تعبير عن الحضارة الإسلاميّة باتجاه الشرق والتي وصلت إلى تلك البلدان عبر التجارة والدعوة الدينية، كما كان جنوب إسبانيا، المسمى الأندلس، آخر امتدادات الحكم الإسلامي نحو الغرب.
وبدلا من تعزيز أواصر الحضارة ونشر الديمقراطية وعلاقات الأخوة بين الشعوب، تمتد، للأسف، روابط الفساد ودعم الطغيان وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وفضل كبير في ذلك يعود إلى الإمارات ومرتزقتها!