تفجيرات الضالع.. عورة “إرهاب” الانتقالي تحت أنظار المجتمع الدولي (تقرير خاص)

Editor24 ديسمبر 2019
تفجيرات الضالع.. عورة “إرهاب” الانتقالي تحت أنظار المجتمع الدولي (تقرير خاص)

لم يكن مفاجئاً إعلان عدد كبير من منظمات الإغاثة العاملة في اليمن إغلاق مكاتبها وترحيل كافة موظفيها من محافظة الضالع، وسط اليمن، في ظل سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي الإرهابية على مدينة الضالع.

 

وأوقفت 12 منظمة إغاثة دولية، أمس الاثنين، نشاطاتها بشكل كامل وأغلقت مكاتبها في مدينة الضالع بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون موالون للانتقالي فجر الأحد ضد عدد من مقار هذه المنظمات، باستخدام قنابل يدوية وقذائف آر بي جي.

 

وبدأت عدد من المنظمات منذ أمس إصدار بيانات تعليقاً على الهجمات التي تعرضت لها مقراتها، حيث قالت منظمة “أوكسفام” إنه تم استهداف مقرها في الضالع بقذيفتي “آر بي جى”، دون خسائر بشرية. وأضافت أنها علقت تحركات الموظفين والعمليات.

 

وإضافة إلى أوكسفام أعلنت منظمتي “ميرسي كور” و”أكتد” إيقاف نشاطهما، عبر دعوة عمالهما إلى عدم التوجه إلى العمل. بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”.

 

وقال عُمال في المنظمات إن مجهولين أطلقوا، في أوقات متقاربة فجر الأحد، صورايخ “آر بي جى”، على مقرات المنظمات الثلاث، ما أحدث أضرارًا مادية بينما كانت المقرات خالية من العمال.

 

وأضافوا “أن الاستهداف جاء في أعقاب خطابات كراهية وتحذيرات أطلقها خطباء مساجد متشددين (منتمين للتيار السلفي المدعوم من الإمارات)، الجمعة الماضي، من المنظمات الدولية”.

 

الأمم المتحدة تندد

وكرد فعل على الاستهداف المتزامن ضد مقرات الإغاثة في الضالع نددت الأمم المتحدة بالهجمات، ووصفتها بأنها “تصعيد خطير”.

 

ودعا وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك” ، الإثنين، إلى اجراء تحقيق شامل إزاء الهجمات التي طالت عدد من المنظمات الدولية بمحافظة الضالع.

 

وقال في بيان” إنه في الساعات الأولى من يومي 21 و22 ديسمبر / كانون الأول هاجم أفراد مجهولون أماكن عمل ثلاث منظمات إنسانية دولية في الضالع اليمن مستخدمين قنابل صاروخية أسفرت الهجمات عن إصابة شخص وتدمير الممتلكات.

 

وأشار لوكوك إلى أن هذه الأحداث تمثل تصعيدًا خطر جديد ينضم إلى قائمة المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في اليمن.

 

وبين أن تلك الهجمات أُجبرت 12 منظمة على تعليق برامج المساعدات في الضالع، والتي ستؤثر على 217،000 من السكان المحليين.

 

وأعرب عن تقديره لحكومة اليمن على العمل الذي بدأوه في هذا الصدد، مضيفا أنني لازالت أشعر بقلق عميق إزاء استمرار الحملات الإعلامية في أجزاء من اليمن التي تنشر الشائعات والتحريض على عمليات الإغاثة.

ضلوع عناصر الانتقالي في الهجمات

وكانت مصادر أمنية مطلعة قد قالت لـ (عدن نيوز) في وقت سابق إن أشخاصاً يتبعون التيار السلفي المدعوم من الإمارات وزعوا منشورات مساء الخميس الماضي تتضمن تحذيرات من “خطر المنظمات الدولية”.

 

وأوضحت المصادر أن المنشورات تضمنت تحذيرات من المنظمات بداعي “تشجيعها أمور الاختلاط بين الشباب والفتيات العاملين فيها، إلى جانب دفع المرأة صوب الخروج إلى مناطق أخرى مع شباب آخرين دون وجود محرم مرافق لها”.

 

وأشارت إلى أن المنشورات التي وزعت في مدينة الضالع من قبل خطباء متشددين ينتمون للتيار السلفي تضمنت أيضا التنبيه والتحذير من خطورة المنظمات الدولية في الجانب الديني ومحاولات دفع بعض الشباب للخروج عن مسار الدين الإسلامي إلى جانب تأثيرها على العادات والتقاليد.

 

وعقب 24 ساعة من توزيع المنشورات والأوراق التحذيرية هاجم مسلحون مجهولون مقر منظمة “أكتد” بقذائف الآر بي جي ثم عاود المسلحون في اليوم التالي هجومهم عبر هجمات منفصلة أستهدفت مباني ثلاثة منظمات تعمل في المجال الإغاثي وحقوق الانسان.

 

الهجمات استهدفت أيضاً منظمة “إنقاذ” الواقعة بالقرب من مستشفى التضامن، ومنظمة “أوكسفام” في منطقة حبيل جباري، ومنظمة “تنمية المرأة” في منطقة نشام قرب مستشفى النصر العام، وعدد من المنظمات الإغاثية الأخرى.

الحكومة تتحرك والانتقالي يسعى لـ “التمييع”

منذ الساعات الأولى للعمليات أبدت الحكومة اليمنية موقفاُ صارماً إزاء إرهاب الانتقالي في الضالع، ووجهت أمس الاثنين، بسرعة ملاحقة العناصر الإجرامية التي هاجمت مقرات منظمات إغاثة دولية في المدينة، وتقديمهم إلى العدالة، لينالوا جزائهم العادل والرادع.

 

ووجه رئيس الوزراء السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية بتوفير كافة أشكال الحماية اللازمة لتسهيل أعمال وأداء المنظمات الاغاثية لإسناد الجهود الحكومية في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية..

 

وأكد أن الحكومة لن تتهاون مع مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين.

 

وكما كان متوقعاً، فقد انكفأ المجلس الانتقالي الذي يبسط سيطرته على الضالع بالإضافة إلى عدن ولحج عن ملاحقة العناصر الإرهابية التي نفذت الهجمات.

 

وقال مراقبون إن اكتفاء الانتقالي بإبداء امتعاضه على الهجمات دليل إضافي على تورطه مع العناصر الإرهابية والمتشددة.

 

وكان صحفيون وناشطون محليون قد كشفوا عن ضلوع القيادي السلفي الموالي للانتقالي والمدعوم من أبوظبي، رشاد السلفي الضالعي، في العمليات التفجيرية.

 

وأكدوا أن الضالعي هو من تبنى  نسف  مقرات المنظمات التي وصلت إلى 6 مقرات حتى الان. أما  الضالعي فقد وصف في اول ظهور اعلامي له هذه المنظمات بـ”الكافرة” .

 

وسبق أن اعتدت مليشيات السلفي الضالعي المدعومة إماراتياً على عدد من المنظمات الإغاثية ومكاتبها في الضالع، آخرها كان الاعتداء على مكتب وفريق برنامج الأغذية العالمي نهاية الأسبوع الماضي.

 

المواقف المخزية لقيادات الانتقالي لم تقف عن هذا الحد، بل إنها حاولت وعبر مدير أمن محافظة الضالع الإنفصالي عدلان الحتس التخفيف من خطورة الهجمات واعتبارها تصرفات “طائشة”.

 

الحتس قال إن الهجمات التي طالت عدد من المنظمات الأجنبية العاملة في المحافظة لا تحمل أي بصمات “إرهابية” واصفاً مرتكبيها بأنهم “حمقى ومتعصبين”.

 

وقال إن “التفجيرات لاتحمل أي بصمات إرهابية للقاعدة أو داعش لكنها افعال إجرامية ارتكبها حمقاء ومتعصبين نتيجة التحريض على المنظمات أو جهات أخرى لتحقيق أهداف خاصة بها”.

 

وإمعاناً في الاشتراك في الجريمة حمّل الحتس المنظمات جزء من مسؤولية التبعات الأمنية التي لحقت بها.

 

ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن ما جرى في الضالع شاهد بارز على دموية مجموعات الارتزاق الانتقالي المسيّرة إماراتياً، وتأكيد متجدد على كونهم عناصر إرهابية ومأزومة فخخت الحياة الطبيعية للمواطنين في مناطق سيطرتها ونشرت البؤس والحزن في كل مكان.

 

يشار إلى أن الإمارات التي تقود وتمول وتدعم هذه المليشيات بشكل كبير منذ سنوات، متورّطة في علاقات مع التنظيمات الإرهابية في اليمن كتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، حيث كشفت عشرات التقارير الغربية تلقي هذه التنظيمات دفعات مالية هائلة وأسلحة نوعية، مقابل فتح قناة تواصل وتنسيق بين الطرفين على الأرض، في تكامل مشبوه لتحالف الشر على الدولة والحكومة الشرعية واليمنيين.

 

وتعمل العديد من المنظمات الدولية مع الموظفين المحليين منذ سنوات في اليمن لضمان استمرار الأنشطة الأساسية، وتصل خدماتها إلى أكثر من 12 مليون شخص شهريًا في اليمن وتعتمد على السلطات لضمان بيئة آمنة مواتية للعمليات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.

 

ويتساءل يمنيون عن ما إذا كانت هذه الهجمات قد كشفت للمجتمع الدولي بشكل لا لبس فيه بأن الانتقالي ليس إلا واجهة إرهابية لمشاريع دموية تنفذها الإمارات في اليمن أم سيظل المجتمع الدولي “متعامياً” عن جرائم الانتقالي ومتواطئاً مع مؤامرات أبوظبي.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق