انطلقت بالجزائر، مظاهرات ليلية جابت شوارع العاصمة، بداية من ساحة باب الوادي وإلى غاية ساحة البريد المركزي، أيقونة الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير الماضي.
المتظاهرون رددوا شعارات مناوئة للسلطة ورافضة للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل.
والتئم الشباب في مختلف الأحياء تحسبا لهذه المظاهرة استجابة لنداءات أطلقتها فعاليات من المجتمع المدني على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل بدء المظاهرات عززت قوات الشرطة تواجدها في العاصمة خصوصا في محيط البريد المركزي وساحة موريس أودان وكذا شارع زيغود يوسف المؤدي لمبنى البرلمان.
وبينما يحاول نشطاء الحراك تصعيد الاحتجاجات، بمناسبة انطلاق الحملات الانتخابية، وجه قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح نداءً لـ “أبناء الجزائر لمخلصين” لأداء ما وصفه بـ “الواجب تجاه الوطن” في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال قايد صالح “الجزائر القادرة على فرز من يقودها في المرحلة المقبلة، تنادي أبناءها المخلصين، في هذه الظروف الخاصة”.
وتابع “أؤكد هنا على عبارة المخلصين، وهم كثيرون جداً عبر كافة أرجاء التراب الوطني”، في ما يبدو أنه يضعهم في مواجهة الجزائريين الذين يعارضون الانتخابات بشدة.
وأشار إلى أن الجزائر “في حاجة ماسة إلى مثل هؤلاء الأبناء، فالإخلاص هو السمة المؤكدة الدالة على قوة ارتباط المواطن بوطنه”.
ومنذ أسابيع عدة، يعبّر المحتجّون خلال تظاهرات أسبوعية حاشدة في جميع أنحاء البلاد، عن معارضتهم لإجراء الانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن يتمّ خلالها انتخاب خلف لبوتفليقة.
وتهدف هذه الانتخابات بحسب المحتجين إلى إعادة النظام السياسي نفسه منذ الاستقلال عام 1962 والذي يطالبون برحيله.
ومنذ بدء الحملة الانتخابية الأحد، يواجه المرشحون الخمسة صعوبة في تحركاتهم وفي عقد لقاءاتهم، نظراً إلى الاحتجاجات التي تلاحقهم، ما استدعى تأمين حماية أمنية مشددة لهم.
ومنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل، أصبح قايد صالح الرجل القوي في الدولة، في حين لا يظهر الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح إلا نادراً.