تلعب الإمارات دورا مشبوها منذ سنوات طويلة في تنفيذ مؤامرات الثورة المضادة للربيع العربي في كل بلد ينتقل إليه موجاته لقمع إرادة الشعوب في المطالبة بالحريات والديمقراطية.
وبهذا الصدد تمارس الإمارات انتهاكات متعددة في الجزائر في محاولة للحد من ثورتها الشعبية والدفع باتجاه فشل مطالب إنهاء الحكم العسكري للبلاد وإيجاد دولة مدنية.
وقد اتهم المدون الجزائري أمير ديزاد المخابرات الجزائرية والإماراتية بالعم على تكميم أفواه الأصوات الجزائرية المطالبة بمدنية الدولة، مشيرا إلى أن إدارة “فيسبوك” أقدمت على إغلاق صفحته رقم 13 بسبب نشاطه المعارض.
وصرح أمير ديزاد أن “ذات الجهات التي حاربته أيام الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة يوم كان ينشر ملفات وصور الفاسدين، بما في ذلك صور من داخل قصور الحكم، هي ذاتها الجهات التي تحاربه اليوم”.
وقال: “معركتنا مع أجهزة المخابرات التي تكتب التقارير عنا وترفعها لرؤوس العصابة في الداخل، وللإمارات في الخارج، وتحديدا لإدارة الفيسبوك قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط الموجود في دبي، وهذه الأجهزة هي نفسها وإن تغيرت القيادات، فبعدما كانوا يقدمون تقاريرهم إلى التوفيق ثم طرطاق فإنهم يقدمونها اليوم للقايد صالح”.
وأضاف: “لقد أغلقوا لي عدة صفحات على الفيسبوك كانت مصنفة الأولى مغاربيا والسابعة عربيا، لأسباب غير مفهومة، فقط لأنني كشفت بالوثائق ملفات فساد كبرى، وأسهمت مع غيري في كشف الحقيقة أمام الرأي العام الجزائري، وأضعفنا حجج النظام في نفي فساد قياداته”.
وأكد ديزاد أن “النشطاء الجزائريين حول العالم، يستعدون لتنظيم وقفات احتجاجية أمام مكاتب إدارات الفيسبوك في عدد من عواصم العالم، من أجل أن يرفعوا أيديهم عن صفحاتنا التي ندعو فيها فقط إلى الدولة المدنية والانتقال الديمقراطي”.
ولم تتوقف المظاهرات الشعبية التي تعرفها مختلف المدن الجزائرية منذ نهاية شباط/فبراير الماضي، والمطالبة بتفعيل المادتين 7 و8 من الدستور ورحيل كل قيادات النظام السابق.
ولم يفلح قرار السلطات الجزائرية بالذهاب إلى انتخابات رئاسية في 12 من كانون أول/ديسمبر المقبل في إقناع المتظاهرين بوقف حراكهم الشعبي، بل عمق ذلك الخلاف بين المؤيدين للجيش المتمسك بالانتخابات وبين الحراك المطالب بالتغيير الشامل.
ونشر الدبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت في صفحته على الفيسبوك عددا من الفيديوهات لعدد من المظاهرات التي شهدتها الجزائر العاصمة ومختلف المدن الجزائرية الكبرى، والرافعة لشعارات رافضة للانتخابات في ظل الوضع الحالي.
وطال فترات الاحتجاجات في الجزائر، ظل مطلب رفض أي تدخل من الإمارات في الشأن الداخلي للدولة حاضرا بقوة كسبيل لنجاح حراكهم الداعي إلى رحيل جميع رموز النظام.
ومن بين الشعارات الكثيرة التي رفعها المتظاهرون الجزائريون كثيرا ما رصد الصحفيون الذين غطوا هذه الاحتجاجات شعارات مناهضة للإمارات، ومنددة بتدخلها في شؤون بلادهم.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “تسقط الإمارات”، و”لا للإمارات في بلد الشهداء” جنبا إلى جنب مع لافتات أخرى تهاجم فرنسا أيضا.
ورغم أن الإمارات لم تعلن رسميا موقفا مما يجري بالجزائر من الحراك بالجزائر، فإن وسائل الإعلام التابعة لها والمعبرة عنها سارعت إلى إفراد تغطية موسعة لتلك الاحتجاجات.
كما أن بعض الكتاب والمغردين المعبرين عن الموقف الرسمي الإماراتي بدوا أكثر ابتهاجا وفرحا باحتجاجات الجزائر من نظيراتها في دول عربية أخرى، وهو ما أثار مخاوف بين ناشطين جزائريين.
*امارات ليكس