كشفت هيئة الدفاع عن المعتقلين والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي بصنعاء عن حالة أحد المختطفين من أبناء مديرية زبيد بمحافظة الحديدة والذي تسبب الاختطاف والإخفاء القسري ومنع الخدمة الطبية في إصابته بالعمى.
وقال المحامي عبدالمجيد صبره إنه حضر وزميله عبد الباسط غازي جلسة تحقيق يوم الخميس مع أحد المعتقلين من أبناء زبيد وهو “بدر صغير قايد سالم دهشوش” البالغ من العمر (65 عاماً) فتفاجؤوا بأنه أصيب بالعمى في السجن.
وأضاف المحامي في منشور على صفحته بالفيسبوك أن عضو النيابة بدأ بفتح محضر التحقيق إلا أن المعتقل “دهشوش” رفض الإجابة وقال لعضو النيابة “أنا لا أعرف هل أنت القاضي أم لا أريد علاجي أولاً”.
وأشار صبره إلى محاولته وزميله تطمين المعتقل وأخبروه بأسمائهم وأنهم جاءوا للدفاع عنه فقال لهم : “أنا لا أعرف أحداً منكم”.
وقال “دهشوش” وهو قيادي محلي في حزب المؤتمر الشعبي العام لعضو النيابة رداً على سؤاله حول سبب إصابته بالعمى ولماذا لم يعالج: “اعتقلوني وكان عندي ضعف في النظر ثم تدهورت حالتي الصحية حتى أصبت بالعمى وقد سووا لي فحوصات في السجن وعرفوا خطورة حالتي الصحية وطلبت منهم علاجي على حسابي الشخصي لكنهم لم يقوموا بذلك”.
ورغم الحالة الصحية والعمى الذي تسبب الحوثيون به للمختطف دهشوش فإن النيابة وفق المحامي صبره واصلت التحقيق معه ووجهت له تهمة تشكيل عصابة مسلحة لإسقاط مدينة زبيد و”هي التهمة التي أنكرها”.
ورفضت النيابة الخاضعة لسلطة الحوثيين في صنعاء الإفراج عن المتهم الأعمى بعد انتهاء التحقيق تنفيذاً لطلب المحاميين وبالنظر لوضعه الصحي كما لم تصدر منها توجيهات لسلطات الأمر الواقع والقائمين على السجن بتوفير العلاج اللازم لحالته.
ويعيش العشرات من المختطفين والمعتقلين والمخفيين تعسفياً في سجون المليشيات الحوثية دون أبسط الحقوق الصحية التي كفلها لهم القانون في حين تمارس بحقهم انتهاكات جسيمة وتعذيب جسدي ونفسي، تسبب في كثير من حالات الوفاة والإصابة بالشلل والعاهات المزمنة.
وكانت مليشيا الحوثي رفضت مطلع الأسبوع الجاري تنفيذ توجيهات من المحكمة والنيابة الخاضعة لسلطتهم في صنعاء، بشأن الإفراج وعلاج المختطفين “محمد الرده” المصاب بذبحة صدرية حادة و”خالد الحيث” الذي يعاني من التهاب الكبد المناعي.
فيما ناشدت رابطة أمهات المختطفين وذوي المختطفين اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للتدخل وإنقاذ حياة المختطفين ومنع حالاتهم الصحية من التدهور أكثر.