أثار بيان مشترك أصدره وزيرا الداخلية والنقل في الحكومة اليمنية، أحمد الميسري، وصالح الجبواني، ونائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري، دعا إلى إنهاء مشاركة الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية، تساؤلات عدة حول أبعاد ما يمكن أن يترتب عليه بالنسبة للإماراتيين.
وجاء البيان الثلاثي للمسؤولين اليمنيين، الأحد، بعد مغادرتهم المملكة إلى العاصمة المصرية القاهرة، في ظل ضغوط سعودية على القيادة اليمنية لإجراء حوار مع الانفصاليين المدعومين من دولة الإمارات في جدة.
“تباين ورقابة”
ونقلت “عريي21” عن مصادر يمنية مطلعة بأن مغادرة الوزيرين ونائب رئيس البرلمان الذي يعمل أيضا مستشارا للرئيس هادي، يجسد حالة التباين بين الحكومة الشرعية والسعودية، على خلفية مساعيها في احتواء أزمة التمرد الذي قاده الانفصاليون بدعم إماراتي في عدن، من بوابة “حوار جدة”، دون انسحابهم من مؤسسات الدولة التي سيطروا عليها في المدينة اليمنية الساحلية.
ما يعزز هذه النقطة، وفقا للمصادر التي تحدثت لـ”عربي21” بينهم وزير في الحكومة “دعوة المسؤولين في بيانهم إلى تطوير أسس الشراكة مع المملكة بما يخدم مصلحة البلدين”.
كما أن البيان يأتي بعد أيام من تصريح متلفز لنائب رئيس البرلمان اليمني، بأن السعودية أبلغتهم أنها غير قادرة على الاستغناء عن دور الإمارات أو وقف عبثها في اليمن.
وأضافت المصادر أن مغادرة الميسري والجبواني وجباري المملكة، جاء للتحرر من الضغوط والرقابة التي تفرض عليهم، ومنعهم من الحديث إلى وسائل الإعلام أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.
“لم يكن عند مستوى الحدث”
وقال أحد المصادر وهو وزير بالحكومة لـ”عربي21″ مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه، إن موقف السعودية لم يكن عند مستوى أزمة التمرد المسلح على الحكومة المعترف بها، بدعم مباشر من حكومة أبوظبي.
وتابع: حتى بيان المملكة الصادر في السادس من الشهر الجاري، رغم أنه جيد، لكنه لم يصل إلى النقطة التي نريدها وهي “انحراف دور الإمارات عن أهداف التحالف واستهداف طيرانها لقواتنا بأبواب عدن، أواخر آب/ أغسطس المنصرم”.
وأوضح المسؤول الحكومي أن هناك رقابة ومتابعة سعودية لكل ما ينشره المسؤولون اليمنيون بشأن الأزمة مع الإمارات.
” خطوة تصعيدية”
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عادل دشيله أن البيان الذي أصدره نائب رئيس البرلمان اليمني، وكذلك نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، بالإضافة إلى وزير النقل، يعتبر خطوة تصعيدية ضد الإمارات.
وقال في تصريح لـ”عربي21″ إن من غير المستبعد أن يتبع هذا البيان مرسوم رئاسي يمني يقضي بطرد الإمارات من اليمن.
وأضاف دشيلة أنه في حال لم تستجب الإمارات لطلب الرئاسة اليمنية، فربما تستخدم الدولة اليمنية وسائل أخرى لطردها.
أما بالنسبة للسعودية، فيؤكد الكاتب اليمني أنه لم يعد أمامها أي خيار سِوى أن تعلن موقفها بشكل صريح، وألا تبقى في المكان الضبابي.
وأشار إلى أنه إذا استمرت السعودية في دعم الإمارات ضد الشرعية اليمنية، فربما “تخرج الأمور عن السيطرة ويطالب اليمنيون بطرد المملكة نفسها”.
ووفقا للمحلل السياسي اليمني، فإن السعودية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن “تترك الدولة اليمنية تبسط سيطرتها في المناطق المحررة، ومن ثم تحافظ المملكة على أمنها القومي، وهذا لن يتحقق إلا بخروج الإمارات من اليمن”.
أما الخيار الثاني، فيكمن في أن “تحافظ الرياض على تحالفها الاستراتيجي مع أبوظبي، وفي هذه الحالة ينبغي أن تتحمل النتائج التي ربما تؤثر على التحالف العربي برمته، ويصبح عدوا للشعب اليمني وجب مواجهته”.
وذكر دشيلة أن الأمور وصلت إلى مرحلة “لا يُمكن السكوت عنها والقبول بهذا الوضع الكارثي في عدن وبعض المناطق الأخرى”.