أثار الهجوم الذي تبنته مليشيات الحوثي على معملين تابعين لشركة “أرامكو” السعودية الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية التمكن من الوصول للعمق السعودي بطائرات مسيرة.
ويرى متابعون أن استهداف مدينة بقيق الواقعة على الحدود مع البحرين شرق السعودية يحتاج إلى إمكانيات لوجستية وعمليات تنسيق محكمة، بسبب البعد الجغرافي بين الحدود اليمنية والمدينة المستهدفة.
وكان الحوثيون استهدفوا في السابق مدينة الدمام المجاورة لبقيق، غير أن الهجمات وقتها كانت باستخدام الصواريخ الباليستية، في حين أن هجوم اليوم بـ 10 طائرات مسيرة يعتبر أكثر تعقيدا بسبب الحاجة إلى كمية وقود كبيرة لتسيير هذه الطائرات، إلى جانب ضرورة توفر تقنيات متطورة لتسييرها لمسافات طويلة.
وعدم توفر إجابات شافية لهذه الأسئلة دفع البعض إلى افتراض وجود تواطؤ من قبل أطراف معينة، وأن الطائرات المسيرة أطلقت من البحر حيث المسافة أقرب، ما يسهل عملية التحكم بها ويلغي إشكالية الوقود.
وقد يزول بعض اللبس إذا ما أخذ في الاعتبار تصريحات منفذي الهجوم الذين أكدوا وجود “تعاون مع شرفاء” ساهموا في هذا الاستهداف، لكن قد يقول آخرون، لماذا لا تستهدف الرياض أو مناطق أخرى غنية بالبترول غرب البلاد في هذه الحالة؟
وكان سياسيون وناشطون سعوديون قد ألمحوا إلى وجود تواطؤ إماراتي في عمليات استهداف العمق السعودي من قبل مليشيات الحوثي الايرانية وخاصة في ما يتعلق بتسيير الطائرات المسيرة.