كشفت صحيفة Middle east eye البريطانية عن مصادر لم تسمها، أن الناقلة الإيرانية التي كانت تحتجزها السلطات البريطانية في جبل طارق خمسة أسابيع، سلمت شحنتها إلى سوريا.
حيث قال مصدران للموقع إنَّه جرى إفراغ النفط من الناقلة التي تحمل اسم «أدريان داريا – Adrian Darya 1″، والتي اشتبهت المملكة المتحدة في أنَّها تخرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، في أحد موانئ البلاد.
وقال أحد المصدرين إنَّ 55% من حمولة الناقلة، التي أفادت تقارير سابقاً بأنَّها تصل إلى نحو 2.1 مليون برميل نفط، قد أُفرِغَت بحلول الساعة 10:15 بالتوقيت المحلي (7:15 بتوقيت غرينتش) مساء أمس الخميس 5 سبتمبر/أيلول.
وكان آخر موقع مُحدَّث للناقلة على مواقع متابعة حركة السفن قد أظهر وجودها في شرق البحر المتوسط بين قبرص والساحل السوري بعد ظهيرة يوم الإثنين الماضي 2 سبتمبر/أيلول.
كانت القوات الخاصة البريطانية قد أجرت عملية إنزال على سطح الناقلة في جبل طارق، وهي أراضٍ بريطانية خارجية تقع عند المدخل الغربي للبحر المتوسط، يوم 4 يوليو/تموز الماضي، بعد الاشتباه في أنَّها متجهة إلى مصفاة بانياس بسوريا. وكانت السفينة معروفة من قبل باسم «غرايس 1 – Grace 1».
استولت إيران بعد ذلك على ناقلة نفط ترفع العَلم البريطاني، تحمل اسم «استينا إمبيرو–Stena Impero»، يوم 19 يوليو/تموز، في أثناء عبورها مضيق هرمز. ولا تزال الناقلة تحتجزها إيران، ولو أنَّه جرى الإفراج عن 7 من بين أفراد الطاقم البالغ عددهم 23.
وقد غادرت الناقلة «أدريان داريا 1» جبل طارق يوم 19 أغسطس/آب الماضي، بعدما قالت السلطات إنَّها تلقَّت ضمانات من إيران بأنَّ السفينة لن تتجه إلى سوريا، وأسقطت المحكمة العليا في البلاد أمر احتجازها.
وأصدرت الولايات المتحدة بعد ذلك مذكرة بتوقيف السفينة، وأدرجت اسمها ضمن شبكة من الناقلات، قالت إنَّ الحرس الثوري الإيراني يستغلها لنقل النفط إلى سوريا.
رفضت اليونان السماح للناقلة بالرسو لإعادة التزود بالوقود في أثناء سفرها شرقاً، وصرَّح نائب وزير الخارجية اليوناني ميلتياديس فارفيتسيوتيس لوسائل الإعلام، بأنَّ أثينا «غير مستعدة لتسهيل مسار السفينة إلى سوريا».
وأفادت صحيفة The Financial Times البريطانية، الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول، بأنَّ الولايات المتحدة عرضت «عدة ملايين من الدولارات» على قبطان الناقلة الهندي، لقيادة السفينة إلى أحد الموانئ التي تستطيع الولايات المتحدة احتجازها فيها.
وأوردت الصحيفة البريطانية أنَّ العرض قُدِّم في رسالة بريد إلكتروني أرسلها براين هوك، المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، إلى القبطان أخيليش كومار قبل أربعة أيام من فرض واشنطن عقوبات على الناقلة.
وبحسب الصحيفة، تواصل هوك مع نحو 12 قبطان سفينة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية في الأشهر الأخيرة؛ «في محاولة لإخافة البحَّارة بهدف إفهامهم أنَّ مساعدة إيران على التهرُّب من العقوبات لها ثمنٌ باهظ».
وقال هوك في إيجازٍ صحفي، الأربعاء، إنَّ الولايات المتحدة عرضت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لأي شخص يُقدِّم معلومات تساعد في تعطيل عمليات الحرس الثوري وفيلق القدس المالية، واتهم الحرس الثوري بإدارة «شبكة للنفط مقابل الإرهاب».
وأضاف: «يشمل هذا المعلومات التي تقود إلى عرقلة السفن مثل أدريان داريا… أُطلِق سراح هذه السفينة من جانب جبل طارق استناداً إلى ضماناتٍ قدَّمتها الحكومة الإيرانية بأنَّها لن تنقل نفطها إلى سوريا، وهو بالضبط المكان الذي يبدو أنَّها متجهة إليه الآن».
ويضع تغيير الوجهة الأخيرة الشحنة باتجاه سوريا، ويشير إلى إمكانية نقل الخام إلى سفينة أخرى بمجرد اقترابها من الساحل اللبناني.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية «أدريان داريا» اتجهت إلى سوريا.
وقال بومبيو على «تويتر»: «لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة اتجهت إلى طرطوس في سوريا. آمل أن تغير مسارها».
وأضاف: «من الخطأ الجسيم الثقة بظريف»، مشيراً إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا.
وكان بومبيو قال إنه إذا توجهت الناقلة إلى سوريا، فإن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات المتسقة مع العقوبات.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو، اليوم الجمعة، إنه رغم بيانات التعقب فإن الناقلة ليست متجهة إلى موانئ تركية «بكل تأكيد»، ولكن إلى المياه اللبنانية.
كان الوزير قد قال لـ «رويترز»، في وقت سابق من الجمعة، إن الناقلة تتجه إلى الميناء «الرئيسي» بلبنان، لكنه قال للصحفيين لاحقاً خلال مؤتمر في أوسلو: «لم أقصد أن هذه الناقلة تتجه إلى ميناء لبناني، لكن وفقاً لمعلومات الإحداثيات فإنها تتجه إلى المياه الإقليمية للبلاد».
وأضاف: «هذا لا يعني أنها ستصل إلى ميناء لبناني… نحن نراقب الموقف من كثب».
وكانت «أدريان داريا» تحمل مليوني برميل نفط وقت الإفراج عنها في جبل طارق.
وقال وزير المال اللبناني علي حسن خليل، لـ «رويترز»، اليوم الجمعة، إنه لم يتم إبلاغ لبنان أن الناقلة الإيرانية تبحر متجهة إلى أحد الموانئ اللبنانية.
وقال خليل: «لم نبلَّغ بقدوم ناقلة النفط الإيرانية إلى لبنان».
وكانت «أدريان داريا» تتجه في الساعة الـ14:00 بتوقيت غرينتش نحو الممر المائي بين تركيا وقبرص بعد سلسلة تغييرات في مساراتها بالبحر المتوسط، وفق بيانات تعقُّب السفن.
واحتُجزت السفينة قبالة جبل طارق، لاشتباه بريطانيا في أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وتقول الولايات المتحدة إن الحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره منظمة إرهابية، هو من يدير الناقلة.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الجمعة، الناقلة على قائمتها السوداء، وفرضت عقوبات على ربّانها.
وقالت مصادر في قطاع الشحن إن الناقلة ستحتاج عملية نقل لحمولتها من سفينة إلى أخرى قبل أن تكون قادرة على دخول ميناء مثل بيروت، إذ لا يتوافر فيه عمق المياه المناسب لناقلة ضخمة تنقل حمولة كاملة.
وأضافت المصادر أن الناقلة يمكنها أن تفرّغ حمولتها قبالة الساحل صوب ميناء طرابلس اللبناني الذي يقع إلى الشمال، وهو أقرب إلى الساحل السوري. وهناك منطقة خارج حدود ميناء طرابلس يمكن توقف السفن فيها لعمليات نقل الحمولة من سفينة إلى أخرى.
ونُقل عن متحدث حكومي إيراني، قوله يوم الإثنين، إن إيران باعت النفط على متن الناقلة وإنَّ مالكها، الذي لم يكشف عن هويته، سيقرر وجهتها.
وبعد إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة، قالت إن وجهتها هي ميناء كالاماتا اليوناني، ثم غيرتها إلى ميناء ميرسين التركي. والخميس غيَّرت الناقلة مسارها فجأة، متجهة إلى الغرب أولاً، ثم صوب الجنوب مبتعدةً عن الساحل التركي.