تبحث هيئة الانتخابات بتونس عن طريقة للتعامل مع تزايد إقبال بعض المرشحين ممن تفتقد ملفاتهم إلى الجدية المطلوبة وإلى الشروط المنصوص عليها ومنها التزكيات والإيداع المالي، وقد أثار توافدهم على الهيئة وإعلانهم الترشح للانتخابات الرئاسية انتقادات في الوقت الذي يتواصل فيه إيداع الترشحات يوماً بعد يوم.
وأثار ترشح الرسام عبد الحميد بن عمار للرئاسيات ردود فعل متباينة؛ فبعد أن حظي هذا الفنان بعطف التونسيين إثر ظهور صور له في موكب تأبين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، حيث بدا هذا الأخير متأثراً بوداعه ويبكي بحرقة ما دفع وزارة الثقافة التونسية إلى تكريمه في اليوم الموالي، فإن ترشحه للانتخابات الرئاسية كان له انعكاس سلبي بعد أن انتقد كثيرون هذا الترشح حيث بدا وكأنه استغل تعاطف التونسيين.
وقال عضو الهيئة المستقلة للانتخابات، سفيان العبيدي، في تصريح لـ “العربي الجديد” إن عدد المترشحين للانتخابات وصل إلى حدود مساء اليوم الإثنين، إلى 21 مترشحاً حيث استقبلت اليوم 6 ملفات جديدة.
وأوضح العبيدي أنّ مجلس الهيئة اجتمع مساء اليوم للتباحث حول بعض الترشحات غير الجدية والتي تفتقر إلى أبسط الشروط والتي ارتفعت وتيرتها بشكل غير مسبوق، مضيفاً أن الهيئة لا يمكنها اتخاذ أي إجراء بعد انطلاق قبول الترشحات وأن تزايد أعداد المرشحين غير الجديين يسيء لبقية المرشحين وإلى منصب الرئاسة.
وخلافاً لترشح رئيس الحكومة الأسبق، مهدي جمعة، عن حزب “البديل التونسي”، وبعض الوجوه السياسية المعروفة والتي اتسمت مطالبها بالجدية من حيث جمع التزكيات واحترام الشروط الضرورية للترشح، مثل الأمين العام للتيار الديمقراطي، محمد عبو، ورئيسة “الحزب الحر الدستوري” عبير موسي، ورجل الأعمال نبيل القروي ومنجي الرحوي عن “الجبهة الشعبية”، إلا أن جل الأسماء المتبقية المتداولة هي لمستقلين مغمورين وممثلي أحزاب غير معروفين لم يقدموا ملفات جدية.
ويتوقع أن ينزل بعض المترشحين المعروفين بثقلهم في آخر يوم قبيل غلق باب الترشح، الجمعة المقبل، للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.