من دون إعطاء أي اعتبار لمواقفه شديدة الولاء لحكام الإمارات، وهجومه على قطر، اختفى الداعية الإماراتي من أصل أردني، وسيم يوسف، عن الظهور والتغريد على حسابه في موقع “تويتر”، والخروج ببرنامجه الإعلامي المذاع على قناة أبوظبي.
ومرَّ يوسف قبل اختفائه المفاجئ وغير المعروفة أسبابه، بعدد من الأزمات والصدمات، أبرزها مع قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، ورجال دين ومثقفين سعوديين، بسبب تشكيكه في صحيح البخاري.
غياب يوسف لم يكن طوعياً، بل سببه وجود قرار حكومي يقضي بمنعه من الظهور الإعلامي والخطابة، وفق ما تناقلته وسائل إعلام إماراتية، السبت الماضي.
ولم يكن الداعية المثير للجدل هو الوحيد الذي تم إقصاؤه خلال الفترة الماضية، حيث أقدمت الحكومة الإماراتية على إقالة المدير العام لـ”شركة أبوظبي للإعلام”، علي بن تميم؛ على خلفية الجدل الواسع الذي أحدثته أطروحاته خلال الفترة الماضية.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن رئيس مجلس إدارة “أبوظبي للإعلام”، سلطان الجابر، تولى منصب رئيس المجلس إلى جانب منصب المدير العام، إلى حين تعيين شخص آخر، غير علي بن تميم، الذي نُقل إلى رئاسة مجلس إدارة هيئة أبوظبي للغة العربية.
وبالإضافة إلى سلطان الجابر، رئيس مجلس الإدارة، الذي يتولى رئاسة المجلس الوطني للإعلام وهو هيئة مستقلة تؤدي مهام ما يسمى في دول أخرى وزارة الإعلام، عُينت نورة محمد الكعبي نائبة للرئيس، وعضوية كل من محمد عبد الله الجنيبي، وعلي راشد النعيمي، وسيف سعيد غباش.
وكان يوسف قد هاجم البخاري وقال عنه: “أتكلم بإعادة النظر في بعض الأحاديث التي وردت في البخاري، لأنها تسيء، ومن باب سعة الإسلام”، وهو الأمر الذي أثار ردوداً عديدة.
وسبق أن تم طرده من السعودية وانتشر في مطلع عام 2016، وسم (هاشتاغ) “#الشعبالسعودييطردوسيميوسف”، بعد منعه من إلقاء محاضرة في الرياض، ولم يُسمح له من حينها بإلقاء محاضرات أو حضور ندوات في المملكة.
وتعرَّض يوسف كذلك لهجوم من ضاحي خلفان في سلسلة من التغريدات على “تويتر”، قال فيها ساخراً: “العالم الجليل د. وسيم يوسف سمعته يقول إنه يشك في صحيح البخاري. أشهد أن وسيم مفسر أحلام شاطر”. وأضاف: إن “العلوم الدينية لها أساتذتها الأجلاء المعروفون”.
وتابع: “أنا شخصياً أحتفظ بصحيح البخاري عندي في المكتبة، لكن لو رأيت مؤلَّفاً لوسيم مجاناً ما أخذته، لأنني أعرف منزلته في العلم”.
ومضى خلفان بالقول: “إثارة الرأي العام الديني علينا -يا وسيم- لا يخدمنا، بارك الله فيك. فهل لك أن تدرك هذا الأمر وإلا نفهّمك أكثر؟”.
وأردف ناصحاً: “كل ما أقوله للأخ وسيم، لا شيخ ولا دكتور، الأخ، أسأل الله أن يهديك، الغرور شين، تراك يا وسيم تكرّه الناس فينا، لأن الناس يحسبونك علينا، وأنت -كما أظن لست منا، إن كنت منا فحافِظ على أمننا”.