تشهد منطقة الهجر بمديرية مرخة السفلى شمال غربي محافظة شبوة جنوبي البلاد، حصارا من قبل قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات عقب أحداث يناير الماضي، التي راح ضحيتها 9 مدنيين بينهم طفل من أبناء سادة مرخة بعد اقتحام قوات النخبة في ساعات متأخرة لقرية الهجر، مما زاد من معاناة الأهالي والقاطنين في القرية.
قرية بدون محروقات
يتحدث أحد أهالي القرية عن منع قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات دخول المحروقات للسيارات والآلات الزراعية بكافة أنواعها، الديزل والبترول، مما أدى إلى أزمة في القرية التي يسكنها أكثر من 6 آلاف نسمة.
وأضاف في حديثة لـ”الموقع بوست” أن معاناة المواطنين تزايدت بسبب منع دخول المحروقات حيث إن أغلب المنازل تستخدم الوقود في إشعال الكهرباء عبر مولدات ومكائن خاصة وشخصية.
وأشار إلى أن منع دخول المحروقات تسبب في شح المياه كون الآبار تعمل بمادة الديزل، حيث يطر بعض الأهالي لتهريب مادة الديزل عبر طرق وعرة ومتعبة، الأمر الذي يزيد من الأعباء المالية على المواطنين حيث يقومون بشرائه من السوق السوداء بأسعار باهظة ومكلفة.
معبر تفتيش
شكا أهالي المنطقة تعرضهم للتفتيش المستمر أثناء الدخول والخروج من وإلى القرية، ومضايقة كل من يريد الوصول إلى القرية وإن لم يكن له صلة بالأحداث، حيث يتم تفتيش السيارات بصورة دقيقة في نقطة “امجربه” حتى وصل الحال بأن يتم تفتيش سيارات فيها نساء وأطفال في صورة منافية للأخلاق والأعراف القبلية.
وأشار إلى أن الأهالي استنكروا هذه التصرفات التي لا تنم عن تأمين المواطنين والبحث عن أي ممنوعات أو مضبوطات بقدر ما هي استفزاز لمشاعر المواطنين والأهالي، ويتم احتجاز مواطنين لساعات دون أي تهم ثم يتم الإفراج عنهم ضمن أساليب الاستفزاز.
مرضى ممنوعون من العلاج
لم يقتصر الحصار على منع إدخال المحروقات ومضايقة الأهالي والمواطنين الداخلين والخارجين من القرية، بل وصل الحال إلى منع إسعاف المرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
المريض حسين المحضار “لذنون” الذي تعرض لنوبة قلبية تم منعه من التوجه لتلقي العلاج في المراكز الطبية في عاصمة المحافظة، ليسلك الطريق الوعرة عبر البيضاء متجها إلى صنعاء، إلا أنه تفاجأ بمنعه من قبل أفراد النخبة في نقطة “امقوة” وعدم السماح له بالسفر لتلقي العلاج، مما اضطره للعودة إلى القرية ليصارع ألم المرض ومرارة الحصار.
ستظل قرية الهجر تعاني بينما ما زالت السلطات المحلية صامتة عن انتهاكات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات بحق الأهالي والمواطنين من أبناء قرية الهجر، الذين تعرضوا للانتهاكات منذ اقتحام النخبة للقرية في مطلع يناير الماضي.