تشبث الطفلين بالحياة
قال الدكتور دالتون ريفابيم، رئيس وحدة العناية العصبية المركزة في المستشفى: “صورنا الجنينين بالأمواج فوق الصوتية معتقدين أنهما توفيا داخل الرحم، إلا أننا فوجئنا بتشبثهما بالحياة”.
وأضاف: “كانت أعضاء فرانكلين سليمة تمامًا، وتعمل كما لو أنها ليست في غيبوبة، لذا اتخذنا قرار إبقائها على قيد الحياة لإنقاذ الطفلين غير المولودين بعد، وكنا نراهما ينموان كل يوم بشكل طبيعي”.
وطلب الدكتور ريفابيم المساعدة من طبيب برتغالي عالج حالة مماثلة، حيث اعتنى بجنين في رحم أم ميتة دماغيًا لمدة 107 أيام قبل أن يولد بشكل آمن.
الأم المحاربة
ولدت آنا فيتوريا ووزنها 1.4 كيلوغرام، في حين كان وزن شقيقها 1.3 كيلوغرام، وكانا بصحة جيدة بالنسبة للأطفال الخدج المولودين حديثًا من العمر نفسه. وقال والدهما موريل باديلها (24 عامًا): “كانت فرانكلين امرأة معطاءة ومحبة للجميع، وأعتقد أن الله اختارها لتصنع معجزة”.
بقي الرضيعان الجديدان 3 أشهر في الحاضنة، ووصفت الجدة سيلفا (والدة الام المتوفاة) شعورها تجاه حفيديها وابنتها قائلة: “أنا فخورة جدًا بابنتي، من الصعب فقدانها، إلا أنها كانت محاربة قوية حتى النهاية، وكافحت من أجل ولديها الجميلين لتعطيهما الحياة حتى يوم وفاتها”.
وحدة عناية مركزة مليئة بالحب
ساهم الأطباء، الممرضون، المعالجون الفيزيائون، اختصاصيو التغذية والعديد من العاملين في مجال الصحة في جناح فرانكلين برعايتها، وواظبوا على الغناء لها والحديث معها كل يوم أثناء فترة حملها في المستشفى.
وعلقت اختصاصية العلاج بالموسيقى إريكا تشيكان: “كانت وحدة العناية المركزية مليئة بالحب والمودة والتشجيع لأسرتها من أجل تخطي المحنة”.
وأضاف الدكتور ريفابيم: “يعود الفضل بنجاح هذه القضية إلى العمل الجماعي والحب في المستشفى، وبالطبع إلى الرعاية الإلهية”، كما اعترف بأن الجميع بكى لحظة ولادة الطفلين.
تأثر آلاف الناس في جميع أنحاء البرازيل بالقصة، وتبرعوا بالمال والعديد من ملابس الأطفال والحفاضات للتعبير عن تعاطفهم ودعمهم للعائلة. واستخدم السيد باديلها الذي يعمل مزارعًا بعض أموال التبرعات لتجديد منزل الأسرة.
“لن أعود إلى المنزل”
وصف باديلها بداية مأساته ومرض زوجته قائلًا: “كنت في طريقي للعمل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، عندما اتصلت بي فرانكلين متوسلة لأعود إلى المنزل على وجه السرعة لأنها كانت تعاني من ألم شديد في الرأس، وفي مؤخرة الرقبة، وتوشك على الانهيار”.
عاد باديلها يومها إلى المنزل ليجد زوجته ترتجف وتبكي وتتقيأ مع إحساسها بالدوار والألم، حيث قال: “أخبرتني في الطريق إلى المستشفى أن أكون مستعدًا لتقبل الأمر، لأنها لن تعود إلى المنزل”. وأضاف: “كانت تلك آخر كلمات قالتها لي، وآخر مرة أراها فيها على قيد الحياة”.
شخّص الأطباء حالة السيدة باديلها بنزيف دماغي، وأعلنوا بعد 3 أيام عن موت دماغها. وقال باديلها: “أخبرني الأطباء بأنهم لا يتوقعون أن يعيش الجنينان أكثر من 3 أيام، بسبب تعرض زوجتي للعديد من الصور الشعاعية، وإعطائها مخدرًا قويًا ومضادات حيوية، وقالوا إنني سأتمكن من دفن زوجتي بعد إيقاف الأجهزة الموصولة بها ما إن يتوقف قلباهما الصغيران عن النبض”.
إلا أن المعجزة حصلت، ونجا الصغيران، اللذان يعيشان الآن مع والدهما وجدتهما، وشقيقتهما إيزا بياتريس التي تبلغ من العمر عامين، وفصلت أجهزة التنفس الصناعي عن السيدة بياتريس في شهر شباط الماضي، لتموت تاركة أطفالها يخلّدون ذكراها.
ما هو النزف الدماغي؟
يحدث النزف الدماغي عند انفجار الأوعية الدموية الضعيفة في الدماغ، ما يؤدي إلى تسرب الدم داخله، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في ضغط الدم وبالتالي الوفاة.
ويشكل النزف الدماغي حوالي 15 إلى 20 بالمائة من أسباب السكتات الدماغية، وتشمل أسبابه ارتفاع ضغط الدم، الصدمات المحتملة على الرأس، بالإضافة إلى الالتهابات، الأورام، تشوهات الأوعية الدموية والاعتلال الوعائي.
أما أعراضه فهي صداع شديد مفاجئ، وخز، شلل في الوجه، كما قد يسبب ضعفًا في الرؤية، فقدانًا في التوازن، وصعوبة في الحديث. ويشمل علاج النزيف الدماغي الجراحة، أو الدواء لتخفيف الضغط.