غريفيث ومهمة البحث عن فرص السلام في اليمن

محرر 224 يوليو 2019
غريفيث ومهمة البحث عن فرص السلام في اليمن
يمضي المبعوث الأممي مارتن غريفيث وبعض الفاعلين الاقليميين والدوليين في مهمة البحث عن فرص السلام في اليمن.
وكعادته في سرد الأمنيات بشأن الحل السياسي، قال غريفيث للصحافيين في جنيف يوم أمس ان الحرب في اليمن قابلة للحل على نحو وشيك، وإنه يمكن حلها بالجهود الدبلوماسية.
وفي جلسة مجلس الأمن الأخيرة، كان غريفيث قد قدم إحاطته بعد جولة زيارات مكثفة، جرى خلالها التأكيد مرارا على أهمية الحل السياسي.
يعتقد غريفيث أنه حقق اختراقا في اتفاق الحديدة، لذلك قدم إحاطته مزهوا بالاتفاق الجزئي الذي تم بين وفد الحكومة ومليشيا الحوثي بشأن إدارة الميناء.
لكن مثل كل مرة، لا تزال هذه الخطوة معقودة على النوايا الحسنة للمبعوث الأممي بعيدا عن أطراف النزاع.
وليس وحده في هذا الاعتقاد، فالإمارات ترى بأنها تركت فرصة جديدة للسلام بإعلانها المتناقض عن انسحاب جزء من قواتها من اليمن، ثم التأكيد على ان ما حدث إعادة انتشار لتلك القوات.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن على الحوثيين “أن ينظروا إلى الخطوة الإماراتية على أنها إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع”.
مؤكدا أن “الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية”.
ومثلت هذه الخطوة، فرصة أخرى للمبعوث الأممي كي يمارس أمنياته بتحقيق السلام أكثر من أي وقت مضى عبر بوابة الحديدة.
عادة ما يشار إلى تحركات غريفيث بشكال عكسي من قبل بعض المراقبين، وهي تشبه كمن ” يضع العربة قبل الحصان”.
يرى سفير اليمن لدى بريطانيا، الدكتور ياسين سعيد نعمان، ان المبعوث الأممي لليمن يتجه نحو الحل السياسي في البلاد دون الوقوف أمام المحطات التي لابد ان تسبق ذلك.
ويقول نعمان ان كل الدلائل تشير إلى أن غريفيث يتجه بالمسار نحو الحل السياسي متجاوزا المحطات التي كان لا بد أن تسبق ذلك، ومن ضمن هذه المحطات تنفيذ اتفاق استوكهولم.
في الحقيقة، لا أحد بات يتذكر القرار 22016، والذي ينهي الانقلاب بعد تجاهله من قبل المبعوث الأممي، وتجزئة الحلول عبر عملية سياسية شائكة.
وفي هذا الاتجاه، يرى مراقبون ان الحديدة كان يمكن ان تشكل البوابة الحقيقية للسلام إذا جرى حسمها عسكريا لصالح قوات الشرعية.
بسبب ضغط الأمم المتحدة لوقف المعركة، أعادت مليشيا الحوثي تموضع قواتها وفرض شروطها على الجميع، وهو ما حال دون انكسار إرادتها وتقريب فرص السلام.
وبعد نحو خمس سنوات من الحرب، يدرك الجميع ان المراوحة بين التصعيد والتهدئة لن تجلب السلام إلى اليمن، وتبدو مهمة شبه مستحيلة.
وبما ان أهداف التحالف أضحت مكشوفة، وليست في وارد الحسم العسكري، كما ان مليشيا الحوثي، لا تزال قادرة على المناورة والهجمات العسكرية ليس في داخل اليمن فحسب.
لذلك، فالسلام لن يأت من تلقاء نفسه دون عملية عسكرية تكسر إرادة المليشيا وتقرب فرص السلام الحقيقية بدون مناورة أو خداع.
*بلقيس
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق