أثار تعاطي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع خطاب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بخصوص تجاوزات مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيثس، غضباً واسعاً لدى أبناء الشعب اليمني.
وكان الرئيس هادي، قد وجه، مساء الأربعاء، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أكد فيها أنه لا يمكن القبول باستمرار تجاوزات المبعوث الأممي مارتن غريفثس إلا بتوفير ضماناتٍ كافية بما يضمن مراجعتها وتجنب تكرارها.
وعرض هادي في رسالته تجاوزات المبعوث الأممي “غريفيث”، وقال إن ما يُقْدم عليه غريفثس يهدد بانهيار فرص الحل السياسي، وإن جهله بالمكون العقائدي والفكري والسياسي للحوثيين يجعله غير قادر على التعاطي مع القضية اليمنية.
وجاءت رسالة هادي، بعد موجة من الغضب الشعبي إزاء ممارسات “غريفيث” وانحيازه الفاضح إلى مليشيات الحوثي ومحاولته تمرير إعادة انتشارها الأحادي الأخير في موانئ الحديدة منتصف الشهر الجاري، والتي وصفتها الحكومة بأنها “مسرحية مفضوحة” تخالف اتفاق ستوكهولم.
وكانت الحكومة قد هاجمت المبعوث الأممي من خلال العديد من التصريحات، وقالت إنه “لم يعد نزيهاً ولا محايداً”، وجاء موقفها بعد اتهام الفريق الاقتصادي للحكومة اليمنية، المبعوث الأممي بالمسؤولية عن فشل اجتماعات عمان بشأن ترتيب آلية تنفيذ الشق الاقتصادي من اتفاق استوكهولم والتي انتهت أمس الخميس دون إحراز أي تقدم.
وفي حين كان الشارع اليمني ينتظر موقفاً إيجابياً من قيادة الأمم المتحدة، إلا أن رد الأمين العام للأمم المتحدة كان مخيباً للآمال، وهو ما ظهر في سلسلة الردود الغاضبة على موقع التدوين المصغّر “تويتر”، أكد اليمنيون خلالها أنهم لم يعودوا يثقون في الأمم المتحدة ذاتها، فضلاً عن ممارسات مبعوثها المتواطئة مع المليشيا الانقلابية لإطالة أمد الحرب في بلادهم.
وقال الناشط صالح مسعد، إنه من الطبيعي أن تثق الأمم المتحدة بمبعوثها إلى اليمن، لأنهم يجنوا مليارات الدولارات من معاناة اليمنيين ومن إطالة الحرب، مضيفاً في تغريدة أخرى، “سنرى موقف الشرعية من الوقاحة الأممية أي تهاون ومرونة هو ضياع لسيادة البلد وكرامة القيادة”.. مختتماً: #نحنلانثق_بغريفيثس ولا بالمنظمة العقيمة التي يمثلها”
وعلّق حساب تحت اسم “إبراهيم” بالقول: لا نثق بالأمم المتحدة ولا مبعوثها، ولن نتوقف عن المطالبة بتغييره”.
فيما تساءل الناشط إبراهيم عبدالقادر، مستغرباً: “هكذا الرد على رسالة رئيس دولة؟ هكذا البروتوكول يعني؟ الرئيس يقول لم يعد يثق بمبعوثكم، وكذلك حكومته قالت أنه انحرف عن مسار عمله، وأعضاء الوفد الحكومي المفاوض اتهموه انه منحاز لمليشيا الانقلاب الحوثية، ثم تردون علينا بهذا التحدي؟”
وقال في تعليق آخر: “في الحقيقة نحن لا نثق في مارتن غريفيث وحده، بل ثقتنا معدومة في الأمم المتحدة بكلها، لأنها لم تدخل دولة إلا وفاقمت مشكلاته وأزمت معاناته، وهي من بعثت بمبعوث لشرعنة اجتياح المدن اليمنية من قبل الحوثيين، ومهد لهم الاستيلاء على العاصمة!”
من جانبه، قال الصحفي اليمني أكرم توفيق، إن الأمم المتحدة تحرص على بقاء حالة اللاحرب واللاسلم، لأنها المستفيدة من هذا الوضع بعدما أصبحت تدير الجزء الأهم من اقتصاد الحرب.
وأضاف في تغريدة أخرى، “الأمم المتحدة تقتات بمعاناة اليمنيين وتسترزق باسمهم، تتقاضى مليارات الدولارات وتستثمر الحرب وترغب في إطالة أمدها”.
وكتب الناشط ضيف الله القهالي، “لن يتعاطى اليمنيون كشعب ومواطنين مع غريفيثس من الآن وصاعداً ويهيبون بالقيادة أن تقف شامخة كذلك”..
وتعجّب القهالي، في تعليق أخر بقوله: “تقاتل الأمم المتحدة قتالاً عجيباً لإطالة أمد الحرب في بلادنا كأنها إيران لكن بصيغة أممية!”
أما الإعلامي اليمني رماح الجبري، فقال إن “هذا الموقف تتجلى من خلاله العجرفة الأممية”.. مؤكداً أن “اليمن بلد يستحق أن يعيش في سلام”.. لافتاً إلى أن “غريفيث قدم للحوثيين خدمة ترويجية وتجميلية عالمية لم يحلموا بها”.. مؤكداً أنه “كان أيضا سببًا في موت الالاف من اليمنيين”.
*يمن ميديا