يوما بعد يوم وجمعة بعد أخرى، تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي في صفوف الجزائريين وبمسيراتهم المليونية الأسبوعية، تجاه الإمارات.
وتأتي تلك الحالة وسط اتهامات متداولة للدولة الخليجية بمحاولة ضرب الحراك الشعبي السلمي الذي نجح في الإطاحة بالرئيس “عبدالعزيز بوتفليقة” ويسعي لتغير النظام الحالي، حيث تسعى أبوظبي لاستنساخ نموذج للجديد للرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” بشمال أفريقيا.
وذخرت المسيرات الأخيرة وكذا صفحات مواقع التواصل الجزائرية بالكثير من مظاهر الاحتجاج ضد الإمارات سواء برفع لافتات أو ترديد هتافات أو ببث منشورات مناهضة لها وتحذرها من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية لبلد المليون شهيد.
وزادت حدة الغضب بشكل لافت من قبل الجزائريين ضد الإمارات، أمس، في الجمعة السابعة للمظاهرات المليونية، بعد إعلان “خليفة حفتر” المدعوم من قبل الإمارات، شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس.
وقد أثار إعلان “حفتر” شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس، توجسا لدى جزائريين، كان ظاهرا في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل إعلام محلية، وذلك لتزامنه مع الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فبراير/شباط الماضي، والذي أدى إلى استقالة الرئيس “بوتفليقة”.
وكان “فتحي باشاغا” وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، قال الخميس، إن دولة عربية هي التي منحت الضوء الأخضر للتحرك العسكري لـ”حفتر” باتجاه العاصمة طرابلس، في اشارة الى الامارات.
وينظر في الجزائر لـ”حفتر”، بنظرة سلبية، بعدما هدد في سبتمبر/أيلول 2018، بنقل الحرب إلى الجزائر في ظرف وجيز بسبب مشاكل حول ضبط الحدود.
وكانت وسائل إعلام جزائرية حذرت من مناورة وصفتها بـ”الخبيثة” يقودها “حفتر”، على الحدود الجزائرية الليبية، من أجل تحرير عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مراكزها للفرار إلى الجزائر التي تعيش وضعا استثنائيا في الفترة الأخيرة.
ورغم أن الإمارات لم تعلن رسميا عن موقف مما يجري بالجزائر من حراك متصاعد فإن الأذرع الإعلامية التابعة لها والمعبرة عنها سارعت إلى إفراد تغطية موسعة لتلك الاحتجاجات، وسط اتهامات لتلك الأذرع بمحاولة إبراز دور الجيش وقائده الفريق “أحمد قايد صالح”.
وقد أبرزت وسائل الإعلام الإماراتية أخبار زيارته للإمارات، قبل تصاعد الاحتجاجات في فبراير/شباط الماضي، واستقباله من قبل “محمد بن راشد” نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي. وكذلك لقاء “منصور بن زايد آل نهيان”، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مع “صالح” والوفد المرافق له على هامش معرض “آيديكس 2019”.
وكان موقع استخباراتي فرنسي زعم خلال شهر مارس/آذار الماضي أن الإمارات توسطت لدى واشنطن ليكون “صالح” خليفة لـ”بوتفليقة”.
وزعم الموقع أن “صالح” زار الإمارات مرتين لبعث رسائل مطمئنة إلى الولايات المتحدة، غير أن الإمارات فشلت في إقناع واشنطن بالرهان على “سيسي” جديد (نسبة لقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي) جديد في شمال أفريقيا. كما أن الدبلوماسية الأمريكية أطلقت علنا تحذيرا ضد كل أشكال القمع الوحشي للمتظاهرين جزائريين.
كما أن بعض الكتاب والمغردين المعبرين عن الموقف الرسمي الإماراتي اهتموا كثيرا بما يحدث في الجزائر.
وقد أثار الأكاديمي “عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق لـ”محمد بن زايد”، غضب جزائريين، ودفع بعضهم للتلاسن مع إماراتيين، جراء ما اعتبروه “تدخلا” في شؤون بلادهم و”مساسا” بتظاهراتهم، فيما دشن مغردون وسما تحت عنوان لا للإمارات بأرض الشهداء.