فيما اعتبره محللون مساعي إماراتية لشل عمل الحكومة، وتصفية حسابات سياسية مع الرئيس هادي الذي يعاني من خلافات حادة مع أبوظبي، كشفت عملية تفجير طائرة مسيّرة استهدفت مصافي النفط في محافظة عدن، جنوبي اليمن، مساء الجمعة عن ضلوع قوات موالية للإمارات في اليمن بالوقوف وراء عمليات تفجير طائرات مسيّرة استهدفت مسؤولين حكوميين أو منشآت حكومية يمنية.
وانفجرت طائرة مسيّرة محملة بمواد شديدة الانفجار مساء الجمعة في أحد خزانات الوقود في مصافي عدن في منطقة البريقة، جنوبي اليمن، حيث اشتعلت النيران بأحد الخزانات الصغيرة في المصافي وكادت أن تؤدي إلى كارثة كبيرة في أكبر المصافي النفطية في اليمن.
وذكر المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن، محمد البكري، أن فرق الإطفاء التابعة لشركة مصافي عدن والدفاع المدني، تمكنت من احتواء الحريق الذي نشب في أحد الخزانات الصغيرة للمصفاة، عقب سماع دوي انفجار كبير، موضحا أن فرق الإطفاء تمكنت من احتواء الحريق ومحاصرته والحد من انتشاره بعد حوالي ساعة ونصف، وقامت لاحقا بإخماده وإطفائه.
تصفية حسابات
وجاء انفجار الطائرة المسيّرة في مصافي عدن بعد يوم واحد فقط من انفجار طائرة مسيّرة أخرى في عرض عسكري في قاعدة الجند، في محافظة لحج المجاورة لمحافظة عدن كان يحضره كبار قادة الجيش التابع للرئيس عبدربه منصور هادي، وتم توجيه التهمة وراء ذلك إلى جماعة الحوثي، غير أن مؤشرات كثيرة أكدت وجود (تواطؤ) أو تسهيلات من القوات الإماراتية المتواجدة في منطقة البريقة، في محافظة عدن، والتي تسيطر عسكريا على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت وشبوة، عبر ميليشيا محلية تابعة لها، تحت مسميات مختلفة.
وذهبت فيه أصابع الاتهام نحو ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية، في حادثة تفجير قاعدة العند، الخميس الماضي، والتي قُتل خلالها 5 عسكريين واصابة 21 آخرين بينهم قيادات عسكريا عليا، وذلك نظرا لوقوع قاعدة في أطراف محافظة لحج، بالقرب من وجود سلسلة جبلية تسيطر عليها ميليشيا جماعة الحوثي، غير أن حادثة تفجير مصافي عدن بالطريقة وبالآلية نفسها وهي تفجير طائرة مسيّرة كشفت أن هذه العمليات تقف وراءها القوات الإماراتية لشل عمل الحكومة، وتصفية حسابات سياسية مع الرئيس هادي الذي يعاني من خلافات حادة مع أبوظبي بسبب تدخلاتها في القرارات السيادية في اليمن، تحت مظلة مشاركة القوات الإماراتية في التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية بمبرر تحرير اليمن من الانقلاب الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية إليه.
وكانت العديد من الشواهد والمؤشرات أكدت ضلوع القوات الإماراتية بالوقوف وراء حادثة تفجير الطائرة المسيّرة في العرض العسكري في قاعدة العند في محافظة لحج، وجاءت حادثة تفجير مصافي عدن لتعزز هذه الشواهد والمؤشرات، خاصة وأن مصافي عدن تقع في النطاق الجغرافي نفسه لمقر قيادة القوات الإماراتية في منطقة البريقة، في محافظة عدن، والتي لا يمكن لميليشيا جماعة الحوثي الوصول إليها، نظرا للمسافة البعيدة جدا عن مناطق تواجدها والتي لا يمكن إطلاق طائرة مسيّرة صغيرة منها إلى محافظة عدن.
تحركات مريبة
وذكر شهود عيان عن ملاحظتهم لتحركات مريبة لبعض قيادات الحزام الأمني في محيط قاعدة العند ومصافي عدن خلال اليومين الماضيين، قبيل هذه التفجيرات، في إيحاء إلى تقديم الدعم اللوجستي للمنفذين لهذه العمليات، التي لا يستبعد أن تكون قوات الحزام الأمني في محافظة عدن، وهي ميليشيا محلية تابعة للقوات الإماراتية، تقف وراء هذه التفجيرات التي لا تملك تقنيتها الحديثة الا أجهزة استخباراتية ودول متقدمة.
واتهم مصدر سياسي في عدن القوات الإماراتية بالوقوف وراء تفجير العرض العسكري في قاعدة العند وكذا التفجير الذي استهدف مصافي عدن، وقال إن “هذا الاتهام للقوات الإماراتية يعززه النفي القاطع الذي أعلنته جماعة الحوثي، الذي كشفت فيه عدم تبنيها لتفجير مصفاة عدن، وأنها لم تستهدفها بطائرة مسيرة، وهو ما يوجه أصابع الاتهام بشكل واضح نحو القوات الإماراتية”.
وأوضح في تصريحات لصحيفة “القدس العربي” اللندنية أن “القوات الإماراتية أصبحت تلعب علنا بالورقة الأمنية في محافظة عدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية لها في الجنوب، لممارسة الابتزاز السياسي ضد الرئيس هادي، وخرجت عن الهدف لتواجدها في اليمن وهو استعادة السلطة الشرعية للبلاد”.
واشار إلى العديد من الحوادث الأمنية التي شهدتها المحافظات الجنوبية التي أشعلتها القوات التابعة للإمارات، آخرها الهجوم الهمجي المسلح الذي استهدف قرية الهجر في محافظة شبوة، الأسبوع الماضي والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الضحايا الأبرياء، من الجانبين، بدون مبررات حقيقية.