انتشرت في إيران مؤخرا ظاهرة غريبة، وهي الزواج أو خطوبة الفتيات المنتميات لتيار المحافظين، من قتلى الحرس الثوري، حيث أثارت جدلا وتفاعلا واسعين بين الأوساط الاجتماعية.
وتذهب الفتيات إلى المقابر وتختار أحد القبور من قتلى الحرس الثوري الذين سقطوا في سوريا أو العراق، ومن ثم تقوم الفتاة بإعلان خطوبتها من الشخص الذي اختارته من المقبرة، كـ”خطيبها وشريكها الرسمي والروحي”، على حد تعبيرهن.
ونقلت وكالة “إيلنا” الإيرانية عن مينو أصلاني رئيسة التعبئة النسائية في الحرس الثوري، قولها: “إذا أقدم أي شخص على الإعلان من هكذا خطوبة، فأنا أؤكد أنه غير مناسب بشكل منطقي، وأن ادعاء الفتيات بأنهن خطيبات أحد الشهداء، فأنها مسألة غريبة جدا، وغير عقلانية، وأن مسار الخطوبة والزواج واضح تماما وهذا الفعل لا يمكن فهمه بأي منطق سليم”.
وأضافت أصلاني: “الفتيات اللواتي يدعين الخطوبة من الشهداء، يجب أن يذهبن ويتحدثن إلى طبيب نفساني، لأن هذه الظاهرة لا تتعلق أبدا بقضية الشهداء، وثقافة الشهادة وأي شخص يسمع عن هذه الظاهرة يصاب بالدهشة”.
من جهته، علق الناشط السياسي الإيراني مهران محمدي قائلا: “ذهبت لزيارة قبر مسعود (من قتلى الحرس الثوري) في مقبرة جلستان، ووجدت فتاة جميلة ومحجبة على قبر مسعود، سألتها: هل أنت من أقارب مسعود؟ قالت: نعم أنا خطيبه. قلت لها إن مسعود ليس لديه خطيبة؟ قالت: نحن مجموعة من الفتيات ربطنا أنفسنا بالشهداء، من أجل إيجاد التواصل الروحي”.
وفي السياق ذاته، قال بهنام قلي بور رئيس تحرير موقع “ديجربان” الإيراني: “منذ سنوات عدة والفتيات اللاتي يطلق عليهن (فتيات حزب الله) يذهبن إلى قطعة الشهداء ويخترن أحد الرجال بين القتلى، كصديق لهن، ويقمن بتواصل روحي مع هؤلاء القتلى”.
وواجهت هذه الظاهرة، انتقادات الكثير من النشطاء الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروها تحمل الغلو من هذه المجموعة من الفتيات تجاه قتلى الحرس الثوري.