الحوثيون يحولون الاطفال الى وقود حرب مستعرة

محرر 28 يناير 2019
الحوثيون يحولون الاطفال الى وقود حرب مستعرة

نشر موقع مركز ” بوليتزر لتغطية الأزمات ” تقريرا تحدث من خلاله عن تجنيد الأطفال في الحرب اليمنية وتوظيفهم للمشاركة في المعارك التي يخوضها الحوثيون ضد قوات التحالف، ما يعني حرمانهم من طفولتهم في البلد الذي تنخر جسده الحروب منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن الأطفال باتوا بمثابة “الحطب” الذي يغذي نيران الحرب في اليمن ويزيد من استعار ألسنة لهبها.

وطوال سنتين، قاتل الطفل “محمد” البالغ من العمر 13 سنة إلى جانب الحوثيين. وفي هذا السياق، صرح محمد أنه قتل وعذب الناس على امتداد هذه الفترة ولم يكن يأبه بمصيرهم.

والجدير بالذكر أن محمد هو واحد من العديد من الأطفال الذين يوظفهم الحوثيون انطلاقا من سنّ 10 سنوات.

وأضاف الموقع أن الحوثيين عمدوا إلى تجنيد حوالي 18 ألف طفل منذ اندلاع شرارة الحرب، حيث تمتنع عائلات الأطفال عن تقديم التقارير والإدلاء بشهاداتهم لدى المنظمات الإنسانية خوفا من سطوة الحوثيين وانتقامهم منهم.

ومن جهتهم، صرح بعض الأطفال الجنود أنهم انضموا للحوثيين عن طيب خاطر بسبب الوعود التي تلقوها والمتعلقة بحصولهم على مقابل مادي، فضلا عن الإغراء المتمثل في السماح لهم بحمل السلاح واستخدامه.

في المقابل، أفاد البعض الآخر أنه اقتيد من المدارس وأُجبر على القتال مقابل الإفراج عن أحد أفراد عائلتهم.

ونقل الموقع إفادة طفل آخر يدعى رياض، الذي تحدث عن الفترة الذي قضاها بين صفوف الفصائل المتناحرة في منطقة صرواح الجبلية.

وتابع الطفل البالغ من العمر 13 سنة قوله إن الحوثيين كانوا يدفعون به في الجبهات الأمامية للقتال ويرغمونه على التقدم بغض النظر عن المخاطر المحتملة للجماعات المسلحة والطائرات النفاثة التي تحوم فوق رؤوسهم.

في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت منظمة اليونيسيف عن وفاة أو إصابة حوالي 6000 طفل في اليمن بسبب الحرب.

وأفاد أحد المعلمين في مدينة ذمار اليمنية عن وفاة 14 تلميذا من المدرسة التي يعمل بها عقب مشاركتهم في المعارك الدامية التي يخوضها الحوثيون.

والجدير بالذكر أن المعلم اليمني لم يرد الإفصاح عن اسمه الحقيقي بسبب خوفه من أعمال انتقامية من طرف الحوثيين في وقت لاحق.

وبين الموقع أن الأطفال اليمنيين يواجهون شتى أنواع العذاب. ففي حين يلقى بعضهم حتفه على يد القادة الحوثيين بسبب عصيانهم للأوامر، تتجه هذه الجماعات المسلحة نحو استهداف مخيمات اللاجئين والضغط على أولياء الأمور للسماح للأطفال بالقتال.

ويرى الخبراء الدوليون أن تجنيد الأطفال منذ سن مبكرة يطرح العديد من التساؤلات حول مصيرهم بعد انتهاء الحرب.

وعمد الحوثيون إلى تجنيد المراهقين من القرى والبلدات الصغيرة وإقناعهم بأن يصبحوا مقاتلين. كما قسم الحوثيون العاصمة إلى مناطق أمنية، يتكفل كل مشرف عليها بجمع معلومات عن عدد الذكور القاطنين في منطقته وأسمائهم وأعمارهم.

ونقل الموقع إفادة بعض الأطفال الذين صرحوا أن المقاتلين الحوثيين يوهمون العائلات بأنه سيتم تعيين أبنائهم في نقاط التفتيش المرورية بعيدا عن المعارك.

ولكن بمجرد حصولهم على الأطفال، يعمد الحوثيون إلى إرسالهم إلى معسكرات التلقين والتدريب، ثم القتال ضمن الصفوف الأمامية.

وفي هذا الصدد، أورد كهلان، البالغ من العمر 12 سنة، أن الميليشيات الحوثية اختطفته رفقة عشرين من زملائه في الصف ووضعوهم في شاحنة صغيرة، ليجدوا لاحقا أنفسهم في معسكر للتدريب.

وأوضح الموقع أن المجندين الجدد يُنقلون في البداية إلى “المراكز الثقافية” لحضور الدورات الدينية لفترة تقارب الشهر، إذ يستمعون إلى محاضرات مؤسس الحركة الحوثية الراحل، حسين بدر الدين الحوثي ويتم التلاعب بأفكارهم ليصدقوا أن هذه الحرب مقدسة ضد اليهود والمسيحيين والدول العربية التي استسلمت للنفوذ الغربي وأنهم سيظفرون بالجنة.

وأفاد الموقع أن المجندين يُرسلون في مرحلة لاحقة إلى معسكرات التدريب في الجبال. ففي الليل، ينامون في خيام أو أكواخ مصنوعة من أغصان الأشجار.

وفي النهار، يتعلم الأطفال كيفية إطلاق الأسلحة وزرع المتفجرات وتفادي الصواريخ التي تطلقها طائرات التحالف، قبل أن يتم إرسالهم بعد أقل من شهر إلى ساحة الحرب. وخلال هذه المعارك، قام الطفل محمد بصعق مقاتل من قوات التحالف خلال استجوابه ثم قتله، عندما كان يبلغ من العمر 14 سنة.

أما رياض، البالغ من العمر 13 سنة، فقد حارب في جبال صرواح رفقة شقيقه البالغ من العمر 11 سنة، حيث أطلقا النار على جنديين من صفوف العدو. في المقابل، تمكن الشقيقان لاحقا من الهرب بعد مرور بضعة أسابيع.

وأضاف الموقع أن كحلان كان بدوره أحد الأطفال الذين شاركوا في القتال مع الحوثيين. وقد تمكن هذا الطفل من الهرب من المعسكر الحوثي في الصباح الباكر لأحد الأيام، راكضا من قرية إلى أخرى ويعتريه الخوف.

ولقد انتهى المطاف بكل من محمد ورياض وكحلان في مركز لإعادة تأهيل الأطفال الذين خدموا كجنود للحوثيين، الذي استقبل 200 طفلا منذ أيلول/سبتمبر سنة 2017. ومن جهته، أشار الطبيب النفسي داخل المركز، ميوب المخلافي، إلى أن جميع الأطفال يعانون من علامات العنف الشديد والقلق ونوبات الفزع.

وفي الختام، أورد الموقع أن المركز يسعى إلى مساعدة الأطفال على تذكر حياتهم السابقة قبل أن يتم إرسالهم إلى ساحة القتال.

وفي هذا الصدد، أفاد محمد أن يومه الأول في المركز كان مرعبا. في المقابل، شعر محمد بالارتياح بعد التحدث مع المعلمين.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق