رصدت وكالة “فرانس برس” الفرنسية آخر مستجدات المعركة الضائرة والتي تدور رحاها بين القوات الحكومية الموالية للشرعية والمسنودة بالتحالف العربي، وبين عصابات التمرد الحوثية.
الوكالة الفرنسية التقت بعدد من قيادات الجيش الوطني وسألتهم عن طبيعة المعركة الحالية ومآلاتها، كما رصدت أهم ما تم تحقيقه على الأرض، ونشرت تقريراً مفصلا بذلك.
نص التقرير
حققت القوات اليمنية الموالية للحكومة من تحقيق تقدم ميداني ملموس داخل الحديدة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون يوم الخميس ، مما يترك مئات الآلاف من المدنيين معرضين للخطر جراء القتال الذي يقترب أكثر من شوارع مدينة البحر الأحمر.
وبعد أسبوع من المعارك الضارية مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على مشارف الحديدة ، وصلت القوات الموالية للحكومة للأحياء السكنية ، بعد تجاوزها للحواجز والكتل الخرسانية التي شيدها من قبل المتمردين باستخدام الجرافات.
وكتبت صحفية تعمل لصالح وكالة فرانس برس ان قوات النصر التابعة لألوية العمالقة دخلت شوارع المدينة في شاحنات صغيرة تحمل شعار لواءها باللون الاحمر.
وقالت ثلاثة مصادر عسكرية إن القوات الحكومية وحلفائهم في التحالف كانوا يتجهون نحو الميناء الحيوي بالمدينة حيث يمر ما يقرب من 80 في المائة من الواردات التجارية لليمن وجميع المعونات الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وقال القائد معمر السعيدي “اما ان يسلم المتمردون المدينة سلميا او نأخذها بالقوة لكننا سنأخذها في كل الأحوال”.
وقصفت الطائرات الحربية للتحالف مواقع المتمردين مع تقدم واسع للقوات البرية.
وقالت مصادر طبية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لوكالة فرانس برس ان 47 مقاتلا حوثيا قتلوا على الاقل.
وقال مسعفون بمستشفيات في مناطق تابعة للحكومة إن 11 جنديا قتلوا.
وبذلك يرتفع إجمالي القتلى من القتال الذي دام سبعة أيام إلى 250 مقاتلا قتلوا – 197 متمردا و 53 جندياً.
وأكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” التابعة لمنظمة الإغاثة الدولية وفاة أحد المدنيين ، وهو صبي يبلغ من العمر 15 عاماً ، توفي متأثراً بجروح أصيب بها من شظايا خارج المدينة.
وسيطر الحوثيون على الحديدة منذ عام 2014 عندما اجتاحوا العاصمة صنعاء ثم اجتاحوا معظم أنحاء البلاد ، مما أدى إلى تدخل عسكري بقيادة السعودية في العام التالي وحرب استنزاف مدمرة.
ومنذ ذلك الحين ، طرد المتمردون من كل الجنوب تقريبا ومعظم ساحل البحر الأحمر.
وشنت القوات الحكومية هجومها لاستعادة الحديدة في يونيو بدعم وإسناد آليات إماراتية.
وقال مصدر بالجيش ان تقدمهم في المدينة التي يسكنها نحو 600 الف شخص تباطأ بسبب الخنادق وحقول الالغام التي حفرها المتمردون حول اخر معقل ساحلي رئيسي لهم.
‘لا استسلام’
وقالت القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس ان العمليات العسكرية مستمرة مع اشتباكات عنيفة تدور في المدينة بعد حلول الظلام.
وقال الجندي فاضل عباس “سننظف شوارع المدينة … من ميليشيات الحوثيين وسنواصل التقدم إلى ما بعد الحديدة”.
لكن عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين تعهد في ساعة متأخرة يوم الاربعاء بأن مقاتليه لن يستسلموا أبدا على الرغم من كونهم أقل عددا.
وقال “لا يمكن هزيمتنا.. لن يحدث ذلك أبدا”.
وقال المتمردون مساء الخميس إنهم “قطعوا طرق الإمداد” للقوات الموالية للحكومة في أربعة أجزاء من محافظة الحديدة خارج المدينة.
وقالت وكالة أنباء “سبأ” التي يسيطر عليها المتمردون إن قوات الحوثيين تستخدم مكبرات الصوت لتدعو المقاتلين الموالين للشرعية للاستسلام.
ولا تزال منطقة شمال الحديدة تحت سيطرة المتمردين بشكل كامل.
وبينما أغلقت بعض المتاجر نوافذها ، كان سوق الخضروات يعج بالناس حيث كان يمكن رؤية رجال مسلحين يقومون بدوريات في المنطقة.
وشوهد المشاة والسيارات يتحركون في شارع جيزان ، وهو شارع رئيسي في شمال المدينة.
*المشهد اليمني