قالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية الأسبوعية إن هناك احتمالات لتورط مسؤولين ألمان سابقين في قضية فساد ينظرها حاليا القضاء الفرنسي، بخصوص رشاوى قدمتها شركة أسلحة فرنسية إلى مسؤولين ألمان، عن طريق رجل أعمال إماراتي، مقابل إنهاء صفقة دبابات فرنسية من طراز “لوكلير” لصالح أبوظبي.
وبحسب تحقيق استقصائي للمجلة، الأحد، فإن الصفقة الفرنسية مع الإمارات تمت في التسعينات، واشترط الإماراتيون أن يكون محرك الدبابة والجنازير الخاصة بها من إنتاج ألماني، ومشابهة لتلك الموجودة في دبابات “ليوبارد” الألمانية.
ومن هنا، تقول الصحيفة، إنه يجب على السلطات في برلين التحقيق في إمكانية تلقي مسؤولين ألمان رشى من رجل الأعمال الإماراتي الذي كان وسيطا للصفقة بين أبوظبي وباريس، ويدعى “عباس إبراهيم يوسف اليوسف”، حيث تردد أنه مارس ضغوطا على جهات ألمانية للموافقة على منح المحرك والجنازير الألمانية للدبابات الفرنسية الموردة إلى الإمارات عبر شركة “جيات” الحكومية الفرنسية للأسلحة، بحسب ما ترجمه عن المجلة موقع “الجزيرة نت”.
وأوضحت “دير شبيغل” أن اعتراف رجل الأعمال الإماراتي بممارسته ضغوطا على جهات عليا بألمانيا وفرنسا للحصول على موافقتها لتصدير محركات وجنازير للدبابات لوكلير، يوجب الحصول منه على اعتراف بأسماء الجهات التي تواصل معها في ألمانيا.
واستخدمت الإمارات دبابات “لوكلير” الفرنسية في الحرب الدائرة حاليا باليمن، ما يضع بعدا جديدا يضغط على السلطات في باريس وبرلين لتسريع التحقيقات في تلك القضية.
وتكشفت أبعاد تلك الفضيحة، بسبب مقاضاة رجل الأعمال الإماراتي لشركة “جيات” الحكومية الفرنسية للأسلحة، بسبب امتناعها عن سداد مبلغ 40 مليون يورو عمولة متبقية له من صفقة توسط فيها لبيع 436 دبابة “لوكلير” من إنتاج الشركة لبلاده.
وعرفت المجلة الألمانية، “اليوسف” بأنه واحد من أكثر الأشخاص ثراء في بلاده، وينتمي لنفس قرية مؤسس الإمارات “زايد آل نهيان”، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”.
وأشارت المجلة إلى أن 195 مليون دولار من قيمة صفقة “لوكلير”، البالغة 3.6 مليارات يورو ذهبت عمولات لرجال الأعمال الإماراتي “اليوسف” بأرصدة سرية له بمصارف في جزر العذراء البريطانية وجبل طارق وإمارة ليشنشتاين، وأنه مرر جزءا منها لمسؤولين إماراتيين، بحسب معلومات نقلها كل من موقع “ميديا بارت” الفرنسي وصحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية، عن موقع “ويكيلكس”.
وتحمل الدبابة الفرنسية اسم “لوكلير”، تخليدا لـ”فيليب لوكلير”، أحد قادة القوات الفرنسية بحرب تحرير فرنسا من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وتتميز “لوكلير” بخفتها ومرونتها، مقارنة بدبابات “ليوبارد” الألمانية، و”أبرامز” الأمريكية، وبتسليحها بمدفع عيار 120 مم يستخدم نظام التلقيم التلقائي للقذائف، وهو ما يجعلها تعمل بثلاثة أفراد بدلا من أربعة.