“ليس أسوأ من فساد الحكومة سوى فساد المجلس الانتقالي الذي يحاول توظيف هذا العجز في الكسب السياسي الرخيص مستغلا حاجة الناس ووضعهم الصعب”.
هكذا بدأ مواطن عدني فضل عدم ذكر اسمه حديثه حول اعمال الشغب التي اندلعت اليوم، وقطع الطرقات بعدن واشعال النار بإطارات السيارات.
وتسبب التدهور وانهيار سعر الريال مقابل العملات الأجنبية الى اشتعال موجة غضب غير مسبوقة في الأوساط الاجتماعية واتهام الحكومة بالتقصير والوقوف موقف العاجز والمتفرج على الريال الذي يغرق دون ان تقوم الحكومة بمسؤولياتها للحفاظ عليه والتخفيف عن المواطن الذي يعاني من النزوح والتشرد جراء الحرب ليضاف عبء انهيار الريال ليقصم ظهره.
وبالتزامن مع المظاهرات التي تشهدها عدن اطلق ناشطون محسوبون على الانتقالي هاشتاق #عدن_تنتفض_ضد_فساد_الشرعية بمواقع التواصل الاجتماعي مهددين ومتوعدين باسقاط الحكومة فيما وجه البعض الدعوة لوسائل الاعلام العربية والدولية لمساندتهم في هذه المهمة.
يقول احمد عمر بن فريد في تغريدة بتويتر: ”العناد وحده هو الذي منع هادي من تغيير حكومته قبل أشهر مضت، بعدما أثبتت أنها لا تجيد شيء خلاف السرقة والنهب والفساد، وها هي اليوم تهرب من عدن وتترك الشعب فريسة الفقر والمرض والفوضى ما يثبت أنها لا يجب أن تقال فقط وإنما تحاسب ايضا”.
ويختم تغريدته بالتهديد بان الثورة ستعم الجنوب كله.
الاعلامي هاني مسهور غرد عن المسؤولية الاعلامية التي تقتضي من وسائل الاعلام العربية تغطية الاحتجاجات في عدن كما يتم تغطية احتجاجات الشعب العراقي فالفساد في العراق هو كالفساد في اليمن كما يقول.
ويرى مراقبون ان المجلس الانتقالي الذي ساهم في اعاقة تحول عدن الى عاصمة مؤقتة لليمن وحال دون تطبيع الأوضاع فيها ساهم بشكل كبير في التدهور الاقتصادي الحالي، فالانفلات الأمني المفتعل ورفض عودة الحكومة الى عدن ومحاولة الانقلاب عليها اكثر من مرة وحوادث الاغتيالات التي تديرها اجهزة متخصصة قادت الى تعطيل المصالح الحيوية والاستراتيجية في عدن كالبنك المركزي والميناء والمصافي وعطلت قدرات الحكومة في ادراة الموارد الرئيسيّة في البلد وحولت عدن الى قرية صغيرة بعد ان كانت مدينة كونية وبيئة طاردة للاستقرار بعد ان كانت قبلة العالم.
ويشبه الصحفي انيس منصور الفوضى المفتعلة بعدن كالفوضوى التي افتعلها الحوثي في صنعاء قبل الانقلاب مستخدما ذريعة رفع سعر المشتقات النفطية ويقول: “الغضب الشعبي لايستدعي قطع الشوارع ومصالح الناس وليس من الاخلاق اجبار التجار على اغلاق المحلات”، ويواصل: “يمكن ان يحتشدوا جميعاً في ساحة عامة ويرفعوا مناشدات ولا نريد استغلال سياسي وحركة مثل حركة الحوثي قبل الانقلاب ظل يدندن على الجرعة ورفع المشتقات كطريق للانقلاب”.
ويغرد الصحفي غمدان اليوسفي بالقول أزمة الدولار مفتعلة وبفعل فاعل وهذا ماستكشفه الأيام.. ويؤيده الناشط بسيم الجناني بالقول ما يحدث للانهيار الاقتصادي في ??اليمن?? جزء من مخطط الفوضى وعدم الإستقرار لهذا البلد.
علي الكازمي يشير الى ان الانهيار الحاد يستدعي التحرك العاجل من قبل الحكومة ويحرك في المقابل ويهيج الشارع لكن استغلال الانتقالي الأمر لخدمة اجندته الخاصة سيحد من حركة الشارع لمصلحة الحكومة، فالمواطن اصبح مدركا وواعيا للاطراف التي تحاول استغلال حركة الناس العفوية لخدمة أغراضها السياسية.