أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن لجنة التحقيق بشأن مقتل الصماد أجرت تحقيقات مطولة مع قيادات مدنية وعسكرية وحزبية في مقدمتهم محافظ الجماعة في الحديدة حسن الهيج وهو قيادي محلي في حزب «المؤتمر الشعبي» ومن أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين كانوا اختاروا البقاء بعد مقتله في مناصبهم تحت إمرة المليشيات الحوثية.
وذكرت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» أن لجنة التحقيق الحوثية التي أرسلتها إلى الحديدة لتقصي ملابسات مقتل الصماد توصلت إلى قناعات أسرت بها إلى قادتها في صنعاء بأن محافظها الهيج إلى جانب وزير ماليتها حسين مقبولي هما ممن تحوم حولهما الشبهات بشأن الإدلاء بمعلومات استخباراتية مكّنت تحالف دعم الشرعية من اصطياد الصماد ومرافقيه بعد خروجه من اجتماع معهم
وطبقاً للتسريبات عما ورد في التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق الحوثية فإن جثة الصماد استمرت تحترق داخل السيارة المصفحة التي كان يستقلها نحو 6 ساعات بعد استهدافها من قبل طيران التحالف دون أن يقوم عناصر الجماعة بالتدخل لانتشالها خشية استهدافهم.
كما ورد أن الصماد ومرافقيه كانوا متجهين في سيارتين لتناول طعام الغداء قبل أن يقوموا بالمناورة وتغيير مسارهم المألوف في شوارع المدينة بعد سماعهم تحليق الطيران إلا أن محاولتهم باءت بالفشل لجهة دقة المعلومات التي كانت لدى استخبارات التحالف عن نوع سيارة الصماد ولونها.
وفي الوقت الذي شمل التحقيق الحوثي استجواب قادة أمنيين وعسكريين موالين للرئيس الراحل علي عبد الله صالح أفادت المصادر بأن اللجنة الحوثية توصلت إلى معلومات تفيد بوجود اتصالات سرية بين هذه القيادات وبين القوات التي يقودها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل في الساحل الغربي جنوب الحديدة في سياق التنسيق لطرد المليشيات الحوثية من الحديدة وتقديم المعلومات الاستخباراتية من قبلهم عن أماكن وجود قادة الجماعة ورصد تحركاتهم.
وأكدت المصادر أن لجنة التحقيق الحوثية أمرت باعتقال عدد من العسكريين والأمنيين الذين كانوا موالين للرئيس السابق بعد أن اشتبهت بهم واقتادتهم إلى أماكن مجهولة كما وضعت محافظها الهيج تحت المراقبة بعد أن تراجعت عن اعتقاله لجهة ما يمثله من نفوذ قبلي وحزبي بين أتباعه في مناطق شمال الحديدة.
وفي مسعى من قبل الهيج لنفي تهمة الخيانة التي تلمح لجنة التحقيق بإلصاقها به قرر أمس إقامة نصب تذكاري للصماد في مدينة الحديدة وأمر بطباعة صور له لتعليقها في أنحاء المدينة على إثر اجتماع عقده مع المسؤولين المحليين وبحضور عناصر من المليشيات.