قال مصدر يمني الجمعة بأن الإمارات فشلت في ثني قادة ألوية عسكرية بجبهات الساحل المطل على البحر الأحمر عن رفضهم اشتراك العميد طارق صالح في القتال ضد المقاتلين الحوثيين عبر هذه الجبهات الواقعة غربي البلاد.
وقال المصدر المقرب من قادة ألوية الساحل الغربي إن أبوظبي فشلت في إقناع قادة ألوية الجيش في منطقة الساحل الذي يضم مواقع استراتيجية منها “باب المندب” (الممر الملاحي الدولي) بالقبول بمشاركة ابن شقيق الرئيس الراحل علي صالح “طارق” في القتال فيها باتجاه مدينة الحديدة “غربا”.
وأضاف المصدر لـ”عربي21″ مشترطا عدم نشر اسمه أن مباحثات جرت في العاصمة أبوظبي بعدما تم استدعاء قيادات الجبهة الساحلية إليها من قبل ولي عهدها محمد بن زايد الاثنين الماضي لكنها أخفقت في تحقيق مرادها بعد هذا التدخل القوي بالعدول عن قرارها الرافض لأي وجود عسكري لقوات الجنرال طارق صالح.
وتوجد تلك القوات في معسكرات تقيمها الإمارات في مدينتي عدن (جنوبا) وشبوة (جنوب شرق) التي تتألف من عناصر تابعة للحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي سابقا بالإضافة إلى مقاتلين قبليين موالين للراحل صالح تم تجميعهم في تلك المعسكرات لتشكيل ما يعرف بـ”جيش الشمال”.
وكان قادة عسكريون لألوية الساحل الغربي قد وصلوا إلى أبوظبي الاثنين الماضي والتقوا بولي عهدها تحت عنوان إطلاق عملية عسكرية باتجاه مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي فيما الغاية منها “بحث سبل مشاركة طارق صالح عسكريا في هذه الجبهات في أعقاب رفضها لذلك في شباط/ فبراير المنصرم.
وفي منتصف شباط الماضي قام العميد طارق بزيارة سرية إلى مدينة المخا حيث غرفة العمليات العسكرية في منطقة الساحل التي تتولاها القوات الإماراتية للتباحث مع قادة الألوية العسكرية التي تقودها شخصيات سلفية لتمكينه من “الاشتراك في القتال ضد الحوثيين انطلاقها من هذه الأراضي لكنهم أعلنوا رفضهم المباشر.
ويعدّ طارق من أبرز القيادات العسكرية من عائلة صالح وكان قائد الحرس الخاص لعمه في وقت تحول من حليف للحوثيين إلى خصم لهم بعد ثلاثة أيام من المعارك الدامية في صنعاء انتهت بمقتل عمه صالح وفراره إلى محافظة مأرب (شمال شرق) قبل أن ينتقل إلى شبوة ومن ثم إلى عدن الساحلية.
ووفقا للمصدر اليمني فإن القادة العسكريين الذين استدعتهم أبوظبي هم ” أبو زرعة المحرمي القائد العام لجبهات الساحل وقادة ألوية العمالقة (وعددها ثلاثة ألوية عسكرية) وأحمد الكوكباني قائد المقاومة التهامية”.
ورجح المصدر ذاته “عودتهم إلى اليمن في الأيام القليلة القادمة” بعد تحذيرات من تلويح الإماراتيين بوضعهم قيد “الإقامة الجبرية” إذا لم يذعنوا لطلبها وذلك على غرار ما تعرض له القيادي البارز في المقاومة الشعبية الجنوبية هاشم السيد وهو شخصية سلفية بارزة.
وكانت مصادر خاصة قد كشفت لـ”عربي21″ في كانون الثاني/ يناير الماضي أنه تم الانتهاء من إعداد قوة قوامها نحو 830 جنديا وضابطا من بقايا قوات الحرس الجمهوري المنحلة التي كان يقودها نجل صالح العميد أحمد وأبناء القبائل الموالية لصالح.
وبحسب المصادر فإن هذه الدفعة الأولى التي تم تجهيزها مؤخرا خضعت لدورات تدريبية عسكرية داخل البلاد وخارجها وتحديدا في القاعدة العسكرية الإماراتية في إرتيريا وكان ذلك قبل أشهر من الاشتباك الأخير بين قوات صالح والحوثيين في صنعاء.
ففي الوقت الذي حظي ابن شقيق صالح بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشكل في أيار/ مايو 2017 بإسناد إماراتي وإعلانه بشكل صريح دعمه لقوات شمالية للقتال ضد الحوثيين قوبل برفض واسع في المحافظات الجنوبية فيما يعد موقف قادة ألوية الساحل التي ينتمون إليها أحد تجلياته.