محافظة تعز ..مؤشرات احتقان تلوح في الأفق

محرر 221 فبراير 2018
محافظة تعز ..مؤشرات احتقان تلوح في الأفق

تذهب الأمور في محافظة تعز، وسط اليمن، إلى الاحتقان بعد أقل من شهرين على تعيين محافظا جديدا للمدينة خلفا للمحافظ السابق علي المعمري.

وتفيد مصادر محلية بالمحافظة التي تشهد حربا ضارية بين الجيش الوطني الموالي لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والمسلحين الحوثيين المدعومين من وحدات عسكرية متمردة تعرف بولائها للرئيس السابق صالح، تفيد بوجود احتقان سياسي، أخذ في التصاعد مع عودة «عدد من رموز نظام صالح» للعمل بناء عن دعوة موجهه من محافظ المحافظة الدكتور أمين احمد محمود.

وقالت المصادر إن عدداً من المكونات السياسية بتعز تجري اتصالات ومشاورات سرية، لتدارس الوضع، بعد تواتر الأنباء عن توجه لدى محافظ المدينة د. أمين محمود، لدعوة بعض رموز النظام السابق من أجل العودة إلى المدينة.

وتتهم أحزابا سياسية، ومكونات شبابية وثورية في مدينة تعز هذه الرموز «بخيانة المحافظة، والتورط في قمع الاحتجاجات الشعبية وارتكاب جرائم قتل طالت العشرات من أبناء المحافظة» إبان الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في العام 2011.

ومن بين هذه الشخصيات، مسؤوليين حكوميين، وسياسيين، شاركوا في ارتكاب ماعرف «بمحرقة ساحة الثوار» في تعز، أبرزهم الأمين العام السابق للمجلس المحلي محمد حاج، وحمود الصوفي، بالإضافة إلى جابر عبد الله غالب، وعبد الله أمير، وعبده الجندي، وسلطان السامعي، وعددا من المسؤوليين الذين انحازوا إلى نظام صالح في مواجهة الثورة الشعبية، ومؤخرا أيدوا الانقلاب على الشرعية اليمنية.

وارتطبت أسماء معظم هذه الرموز والشخصيات بالعنف والقمع الذي تعرض له المحتجين مطلع العام 2011، وتثير اسمائهم، حساسيات وانزعاج واسع من قبل النخب والمكونات السياسية وأبناء المدينة.

وقال مسؤول سياسي في محافظة تعز أن هذه الشخصيات لم تكتفي بالمشاركة في قمع الاحتجاجات، بل آثرت العمل الى جانب «الانقلابيين الحوثيين» ضد الشرعية اليمنية برئاسة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.

ولم يؤكد المسؤول حقيقة دعوة المحافظ محمود هذه الشخصيات للعودة، إلى أنه أشار إلى أن أي خطوة في هذا الإتجاه «من شأنها أن تفجر الوضع السياسي» في المحافظة، بعد أن كانت الأحزاب السياسية قد رحبت بالمحافظ الجديد، وأبدت استعدادها للتعاون معه في مواجهة التحديات التي تواجهها تعز على مختلف الأصعدة.

وأشارت المصادر إلى أن «العديد من المكونات السياسية التقت المحافظ محمود، وناقشت معه مختلف الأوضاع في المدينة»، معتبرا أن نجاح المحافظ مرهون بقدرته في الحفاظ على الاجماع السياسي، والتركيز على مواجهة التحديات العسكرية والأمنية.

لافتا إلى وجود «جهات تسعى لافشال المحافظ عبر اقحامه في مسائل خطرة، ربما لا يدرك أبعادها السلبية على الوفاق السياسي، والنسيج الاجتماعي لتعز».

وتعد مدينة تعز، مركز الانتفاضة الشعبية اليمنية، التي اندلعت ضد نظام الرئيس السابق صالح، وهي تخوض حاليا حربا شرسة في مواجهة جماعة الحوثي، التي تعثرت في محاولاتها فرض السيطرة على المدينة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق