رغم أنه lمن غير المألوف في مصر أن يظهر إلى النور جزء ثانٍ لمسرحية ما، إلا أن عدداً من الفنانين المصريين قرروا المغامرة والمخاطرة بصنع جزء جديد من واحدة من أشهر الأعمال الكوميدية في تاريخ المسرح المصري؛ وهي مسرحية “العيال كبرت”.
فالمسرحية الجديدة التي تحمل عنوان “العيال رجعت”، يقوم ببطولتها عدد من الفنانين الشباب، بالإضافة إلى الفنانة نادية رشدي التي لعبت دور “سوسو” في المسرحية الأصلية، وهي الوحيدة من طاقم عمل “العيال كبرت” التي ستعود في الجزء الثاني.
ومع أن الإعلان عن “العيال رجعت” تم منذ نحو 3 سنوات، فإن بروفاتها الفعلية لم تُجر إلا منذ أشهر قليلة، حيث من المقرر أن يبدأ عرضها منتصف يناير/كانون الثاني 2018، على مسرح “النهار” التابع لنقابة المهن التمثيلية، التي أعلنت -مُمثلةً في نقيبها الفنان أشرف زكي- دعمها للمسرحية، وتشجيعها أبطالها على تقديم العمل.
“العيال رجعت”
المسرحية الجديدة ستتركز أحداثها حول أحفاد رمضان السكري، الذي لعب دوره في الجزء الأول الفنان الراحل حسن مصطفى، حيث يحاول الأحفاد إعادة الحياة لمنزل الأسرة، وفي الوقت نفسه نشاهد كيف سيواجهون مشاكل العصر الحالي، كما فعل آباؤهم مع مشاكل الماضي.
ومن ضمن الموضوعات التي ستتطرق إليها أحداث المسرحية الجديدة، الظاهرة التي تُعرف باسم “النشطاء”، ليصبح هناك ما يطلق على نفسه لقب ناشط سياسي وآخر اجتماعي وغيرهما، دون معرفة جدوى وجوده، وكذلك ستتناول المسرحية المصطلحات الحديثة التي أصبحت متداولة بين الجيل الحالي من الشباب.
التحضيرات الأولى
بدأت أولى مراحل إعداد “العيال رجعت” منذ عدة سنوات، حيث قالت الفنانة نادية شكري، التي لعبت دور “سحر” في المسرحية الأصلية، إن فكرة المسرحية كانت في ذهن المؤلف علوي الحسيني لفترة من الزمن، إذ كان مُقرباً من الفنان الراحل سعيد صالح، الذي لعب دور “سلطان” في المسرحية الأصلية.
وتابعت نادية أنه كانت هناك محاولة لصنع المسرحية منذ نحو عامين، إلا أنها توقفت بسبب وجود بعض المشاكل، ولكنهم تمكنوا من حلها أخيراً، وبدأ الإعداد الفعلي للمسرحية، مضيفة أنها تتمنى أن يطول بها العمر للمشاركة فيها، خاصة أن المؤلف بنى المسرحية حولها، وأن دورها سيكون أشبه بدور الأم الذي لعبته الفنانة الراحلة كريمة مختار في الجزء الأول.
هؤلاء كانوا الأبطال
في التحضيرات الأولى للمسرحية، كان من المفترض أن يلعب الفنان الشاب هيثم أحمد زكي دور أحد الأحفاد، وتحديداً ابن كمال، الذي لعب دوره في المسرحية الأصلية والده الفنان الراحل أحمد زكي، إلا أن هيثم نفى اشتراكه فيها، وقال إن الدور سيلعبه الفنان محمد رمضان؛ لأنه أكثر شبهاً للراحل أحمد زكي.
غير أن محمد رمضان نفسه نفى بعدها أنه سيشارك في المسرحية، وأعلن غضبه من برنامج تلفزيوني شهير أذاع خبر اشتراكه في المسرحية، وقال إنه سيقوم بمقاضاتهم؛ لنشرهم هذه الشائعة.
وكانت الفنانة إيمي سمير غانم مُرشحة أيضاً لدور ابنة “سحر”، التي لعبتها الفنانة نادية شكري، إلا أنها ظلت مترددة فترةً، قبل أن تُعلن اعتذارها بدورها؛ لخوفها وقوع المقارنة بينها وبين أبطال الجزء الأول.
كما عُرض كذلك على الفنانة الراحلة كريمة مختار لتنضم لطاقم عمل الجزء الثاني، لتجسيد دور الأم الذي لعبته في “العيال كبرت”، حيث ستصبح هذه المرة هي الجدة، غير أنها اشترطت أن يتولى الإخراج مخرج كبير، وأن يشارك في بطولتها عناصر جيدة؛ حتى لا تقل قيمتها عن مسرحية “العيال كبرت”.
من هم “العيال” الجدد؟
شهدت المسرحية العديد من التغييرات في طاقم عملها الرئيسي كله تقريباً خلال فترة تحضيراتها التي قاربت 3 سنوات؛ ففي إحدى فترات الإعداد كان طاقم العمل يضم الفنانين: لطفي لبيب وهنا شيحة وعلاء مرسي ودنيا عبد العزيز، وكذلك الأمر ينطبق على مخرجها، الذي تغير أكثر من مرة، حتى تم الاستقرار في النهاية على الفنان شادي الدالي، وربما يكون مؤلف المسرحية الفنان علوي الحسيني هو العامل المشترك الوحيد الذي ظل مستمراً منذ لحظة الإعلان عنها للمرة الأولى، حتى اقتراب ميعاد عرضها جماهيرياً.
أما عن أدوار الأحفاد، فيلعبها الفنانون: منة بدر تيسير في دور دور ابنة “سحر”، وأحمد ماجد في دور ابن “كمال”، ومحمد محسن في دور ابن “عاطف”، بينما يلعب ابن “سلطان” مؤلف المسرحية نفسه علوي الحسيني.
سعيد صالح الغائب الحاضر
ومن جانبه، اعترف الحسيني بأن التجربة ستكون صعبة؛ لأن المقارنات ستحدث لا محالة بين المسرحية الجديدة والقديمة، ولن تكون في صالح “العيال رجعت” بالتأكيد.
وعن العمل الجديد، أوضح الحسيني أنه ستكون فيه روح العائلة التي لمسناها في “العيال كبرت”، ولكن في إطار جديد ومختلف؛ نظراً إلى مرور ما يقرب من 40 عاماً على العرض الأصلي، مؤكداً أنه غير متخوف من التجربة؛ لأنها منفصلة تماماً عن “العيال كبرت”.
كما كشف الحسيني أن بعض الأشعار التي كتبها الفنان الراحل سعيد صالح سيتم الاستعانة بها في “العيال رجعت”، وهو الأمر الذي سيعطي العرض ثقلاً.
آراء الجمهور
لو أنك سألت أحد الأشخاص عن اختيار قائمة بمسرحياته المُفضلة، من المؤكد أن إجابته ستتضمن -بلا شك- “العيال كبرت”، فرغم أن المسرحية عُرضت للمرة الأولى منذ نحو 40 عاماً، فإنها ما زالت تحقق نسب مشاهدة مُرتفعة كلما عُرضت على شاشة التلفزيون.
بل إن عرض المسرحية ومشاهدتها صارا من ضمن الضروريات الواجب فعلها خاصة في موسم الأعياد، ومع أن الجمهور وصل لدرجة أنه يحفظ عن ظهر قلب كل الإيفيهات المُضحكة التي تضمها، فإنها ما زالت قادرة على انتزاع ضحكاته.