بعد ليلة ساخنة حرق فيها المتظاهرون مقرات حكومية ومصارف في كبريات مدن إيران، بما فيها العاصمة طهران، امتدت الاحتجاجات، أمس، إلى المدن الفقيرة، فيما توعد النظام المحتجين بـ«دفع الثمن»، واصفاً الحركة الاحتجاجية بـ«العصيان».
وقالت وكالة أنباء «فارس نيوز»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن متظاهرين ساروا في شارع «انقلاب» في قلب طهران، ونشرت صوراً لقوات مكافحة الشغب في ميدان «فرودسي» وهي تستخدم الغاز المسيل للدموع. كما أفادت تقارير باعتقال نحو مائتي متظاهر في العاصمة ومائة في آراك. وفي مسعى لمنع التواصل بين المحتجين على الإنترنت، قال مصدر حكومي إن مجلس الأمن القومي أقر «حجب تطبيقي (تلغرام) و(انستغرام) مؤقتاً».
وتناقل ناشطون مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمتظاهرين في مختلف المدن يرددون فيها شعار «الموت للديكتاتور»، وشعارات أخرى ضد سلوك إيران الإقليمي. وانضمت مدن في شمال غربي إيران وجنوب شرقها إلى الاحتجاجات التي انتقلت من مراكز المحافظات إلى المدن الصغيرة التي تعاني الفقر والتهميش. وشهدت كرمانشاه، ذات الأغلبية الكردية، مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فيما ردد محتجون في ميناء تشابهار، ذي الأغلبية البلوشية، هتافات يصفون أنفسهم فيها بـ«الفيالق التي نزلت إلى الشارع ضد المرشد علي خامنئي»، وأخرى تقول: «الموت لروحاني». كما أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في تويسركان بمحافظة همدان غرب البلاد.
وبعد انتقادات شعبية لصمت الرئيس حسن روحاني، نشرت وسائل إعلام حكومية، أمس، تصريحات أدلى بها في جلسة طارئة عقدتها الحكومة، أول من أمس، دعا فيها المحتجين إلى «الابتعاد عن العنف وتخريب الممتلكات العامة»، مطالباً، في الوقت نفسه، أجهزة الأمن «بضبط النفس»، كما أقر بوجود مشكلات اقتصادية.