كشفت الأبحاث في جامعة ستانفورد الأمريكية عن ابتكار جهاز طبي متقدم يعرف باسم “Milli-Spinner Thrombectomy” لعلاج الجلطات الدموية.
هذا الجهاز يعتمد على تقنية حديثة طورها فريق بحثي بقيادة الدكتورة رينيه تشاو، أستاذة الهندسة الميكانيكية في الجامعة، ونُشرت النتائج في مجلة Nature في يونيو 2025.
اكتشاف عرضي يقود إلى ابتكار مذهل
بدأت قصة هذا الابتكار أثناء تجارب على روبوتات دقيقة (millirobots) لتوصيل الأدوية داخل الجسم.
خلال إحدى التجارب، لاحظ الفريق أن تدوير أنبوب صغير أدى إلى تغيير غير متوقع في هيكل الجلطة الدموية، مما جعل إزالتها أكثر سهولة وكفاءة.
هذا الاكتشاف العرضي أصبح أساسًا لتطوير جهاز “Milli-Spinner Thrombectomy”.
وقد أظهرت التجارب الأولية التي أجريت على نماذج جلطات دموية أن الجهاز قادر على تقليل حجم الجلطة بنسبة تصل إلى 95% في ثوانٍ قليلة، دون التسبب في تمزقها.
كيف يعمل الجهاز؟
يتألف الجهاز من أنبوب مجوف قطره 1.2 ملم، مزود بزعانف وشقوق جانبية. يتم إدخاله عبر قسطرة إلى الشريان المسدود، ثم يدور بسرعة عالية لتوليد قوى ضغط وقص تعمل على تكثيف شبكة الفيبرين في الجلطة وطرد خلايا الدم الحمراء، مما يقلل حجم الجلطة بشكل كبير.
وأظهرت التجارب أن الجهاز يمكن أن يحقق إزالة كاملة للجلطة في المحاولة الأولى بنسبة 90% للجلطات الصعبة، واستعادة تدفق الدم بنسبة 100% في بعض النماذج.
التأثير المحتمل للجهاز على علاج الجلطات
يمثل هذا الابتكار الطبي ثورة في علاج السكتات الدماغية الإقفارية والنوبات القلبية والجلطات الطرفية. حيث يمكن أن يقلل من معدلات الإعاقة والوفيات الناجمة عن هذه الحالات بشكل كبير.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 15 مليون شخص يصابون بسكتة دماغية سنويًا حول العالم، مما قد يؤدي إلى وفيات أو إعاقات دائمة. يمكن أن يساهم جهاز “Milli-Spinner Thrombectomy” في تحسين معدلات النجاح في علاج هذه الحالات من 50% إلى 90%.
المرحلة القادمة
على الرغم من أن الجهاز أظهر نتائج واعدة في التجارب المخبرية والحيوانية، إلا أنه لم يتم اختباره على البشر بعد. يتوقع الفريق البحثي أن يتم إجراء تجارب سريرية في المستقبل القريب بعد تأسيس شركة لترخيص التكنولوجيا من جامعة ستانفورد.
قد يفتح هذا الابتكار آفاقًا جديدة في علاج الجلطات الدموية ويحسن نتائج المرضى في مختلف أنحاء العالم.




