تصاعدت التحذيرات المصرية من تداعيات سد النهضة الإثيوبي، بعد أيام قليلة من تشغيله رسميًا، حيث أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن إثيوبيا تسببت في أضرار جسيمة لدولتي المصب بسبب إدارتها غير المنضبطة للسد.
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة للرئيس المصري في افتتاح أسبوع القاهرة الثامن للمياه، حيث أكد أن التدفقات المائية غير المنتظمة من السد تمت دون أي تنسيق مسبق مع مصر والسودان، مما تسبب في فيضانات غير مسبوقة بمناطق متعددة.
وقد شهدت قرى بمحافظتي البحيرة والمنوفية في مصر ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب مياه النيل، مما أدى لغمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمنازل، بينما تعرضت مناطق سودانية لأضرار مماثلة في المحاصيل والبنية التحتية.
من جهة أخرى، رصد خبراء زلزالًا جديدًا بقوة 5.6 درجة بالقرب من موقع السد، وهو ما يزيد المخاوف من المخاطر الجيولوجية للمشروع، حيث أكد الخبير الجيولوجي عباس شراقي تسجيل 7 هزات ارتدادية خلال ساعات فقط.
وأشار السيسي إلى أن مصر ظلت تتبع المسار الدبلوماسي لمدة 14 عامًا، مقدمة حلولاً فنية متعددة، لكنها واجهت تعنتًا إثيوبيًا ورفضًا للتوصل لاتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل السد، مؤكدًا أن الملف المائي يمثل تحديًا وجوديًا لمصر التي تعتمد على النيل بنسبة 98%.
وحذر خبير الموارد المائية ضياء الدين القوصي من مخاطر كارثية مستقبلية، خاصة مع وجود السد على منطقة زلزالية نشطة، مشيرًا إلى غياب الدراسات الجيولوجية الكافية لضمان أمان المنشأة، بينما دعا السيسي المجتمع الدولي للتدخل لضبط إدارة السد ومنع التصرفات الأحادية.