تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية هذه الأيام مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث أدرجت الحركة اسم القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي على رأس قائمة المطالب للإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى.
ويعتبر البرغوثي أحد أبرز رموز حركة فتح، حيث بدأ مسيرته السياسية مبكرًا وهو في الخامسة عشرة من عمره، قبل أن تعتقله إسرائيل عام 2002 خلال عملية “الدرع الواقي”، ليحكم عليه لاحقًا بخمسة أحكام مؤبد بالإضافة إلى 40 عامًا.
وينفي البرغوثي التهم الموجهة إليه بقيادة عمليات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، كما رفض الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية أثناء محاكمته، مما زاد من رمزيته كشخصية كفاحية في الوعي الشعبي الفلسطيني.
ويتمتع البرغوثي بشعبية واسعة في الأراضي الفلسطينية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يحظى بنسبة تأييد تصل إلى 50% في أي انتخابات رئاسية محتملة، مما يجعله المرشح الأقوى لخلافة الرئيس محمود عباس.
ويرى محللون أن الإفراج عن البرغوثي قد يشكل فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني المنقسم، خاصة مع تأييده حل الدولتين رغم تمسكه بحق المقاومة، مما يجعله شخصية توافقية قد تقبلها مختلف الأطراف.
وفي تطور لافت، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير زنزانة البرغوثي في أغسطس الماضي، حيث ظهر الأخير في حالة صحية متردية أثارت مخاوف على حياته، وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بتعمد إهمال أوضاع الأسرى.
وتأتي المطالبة بالإفراج عن البرغوثي ضمن قائمة تشمل أسماء بارزة أخرى مثل أحمد سعدات وحسن سلامة، في مفاوضات قد تشهد تطورات حاسمة خلال الأيام المقبلة، خاصة مع الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة.