كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تحول استراتيجي في المواقف العربية تجاه القضايا الإقليمية، وذلك خلال تصريحات صحفية أبرزت توجهات جديدة في السياسة العربية.
وأوضح أبو الغيط أن الجامعة العربية تعمل حالياً على استثمار الزخم الدولي المتزايد حول القضية الفلسطينية، خاصة بعد اعتراف عدة دول بالدولة الفلسطينية مؤخراً.
وأشار إلى أن خطوة طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة تواجه عقبة رئيسية تتمثل في الموقف الأمريكي، الذي من المتوقع أن يستخدم حق النقض (الفيتو) ضد هذا القرار.
ولفت الأمين العام إلى تبني مجلس وزراء الخارجية العرب رؤية استراتيجية جديدة للأمن القومي العربي، جاءت بمبادرة من السعودية ومصر، وهي الأولى من نوعها منذ خمسة عقود.
وتضمنت هذه الرؤية التي أقرت في سبتمبر الماضي إطاراً شاملاً للتعاون العربي في مواجهة التهديدات الخارجية، تحت مسمى “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة”.
كما أشار أبو الغيط إلى أن قرارات قمة الدوحة الطارئة تضمنت بنوداً تمنح الدول العربية مرونة في تحديد علاقاتها الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وحذر من استمرار الموقف الإسرائيلي المتصلب، معتبراً أن الدعم الأمريكي يشكل عاملاً أساسياً في استمرار هذا الموقف، داعياً الدول العربية إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت في مسار السلام.
وفي رد على سؤال حول دور مجلس التعاون الخليجي، نفي أبو الغيط أي تغير في العلاقات الاستراتيجية بين دول الخليج والجامعة العربية، مؤكداً أن المبادرات الخليجية تأتي في إطار بناء الشخصية الدولية للمجلس.
يذكر أن هذه الرؤية الأمنية الجديدة تأتي في ظل تحولات جيوسياسية معقدة تشهدها المنطقة، مع تركيز خاص على إعادة بناء الثقة بين الدول العربية ومواجهة التهديدات الخارجية.
وتمثل هذه الاستراتيجية تطوراً عن القرارات العربية السابقة المتعلقة بالأمن القومي، حيث تقدم إطاراً شاملاً طويل الأمد بدلاً من الردود الظرفية على الأزمات.
وأعربت مصر عن ترحيبها بهذا القرار في بيان رسمي، معتبرة أنه يعكس الإرادة العربية المشتركة ويرفض الهيمنة الخارجية، مع تأكيد التزامها بتحويل هذه الرؤية إلى خطوات عملية على الأرض.