الإمارات تنبه واشنطن لمخاطر خطط الضم الإسرائيلية على اتفاقيات أبراهام

عدنان أحمد4 سبتمبر 2025
الإمارات تنبه واشنطن لمخاطر خطط الضم الإسرائيلية على اتفاقيات أبراهام

أبلغت دولة الإمارات العربية المتحدة الإدارة الأمريكية بأن أي خطط إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة قد تلقي بظلال قاتمة على اتفاقيات أبراهام، مما يقوض آمال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في توسيع نطاق هذه الاتفاقيات.

تشير التقارير إلى أن إسرائيل تدرس في أواخر الشهر الحالي ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية، وذلك كاستجابة محتملة لنية بعض الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين.

ويُعتقد أن الرئيس ترامب هو الشخصية الأجنبية الوحيدة التي تمتلك القدرة على منع هذه الخطوة.
وتتمثل رسالة الإمارات في أن عدم تدخله قد يؤدي إلى زعزعة ركيزة أساسية في إرث سياسته الخارجية.

ويكتسب الموقف الإماراتي أهمية خاصة وأن أبو ظبي كانت سباقة بين الدول العربية في إدانة أحداث السابع من أكتوبر، وحافظت على علاقاتها مع إسرائيل طوال فترة الحرب في غزة، بل وتفاعلت مع الحكومة الإسرائيلية لوضع خطة ما بعد النزاع.
ومع ذلك، أوضح المسؤولون الإماراتيون، سواء بشكل سري أو علني، أنهم يعتبرون ضم أجزاء من الضفة الغربية بمثابة “خط أحمر”.

وقد صرح مسؤول إماراتي رفيع المستوى لموقع “أكسيوس” بأن هذه الخطط، في حال تنفيذها، ستلحق ضرراً جسيماً بالعلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل، فضلاً عن إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بما تبقى من رؤية التكامل الإقليمي.
وأضاف أن الخيار المطروح على إسرائيل حالياً يتمثل في الضم أو التكامل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى عدة مباحثات داخلية حول عمليات الضم المحتملة، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأنها، وفقاً لما ذكره مسؤولون إسرائيليون.

وقد سبق للرئيس ترامب أن حال دون تنفيذ عمليات ضم إسرائيلية مخطط لها مرتين خلال فترة رئاسته الأولى، لكنه لم يتخذ موقفاً محدداً حتى الآن في هذه المسألة.

ويشير مسؤولان إسرائيليان إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ألمح في اجتماعات خاصة إلى عدم معارضته لضم الضفة الغربية، وأن إدارة ترامب لن تقف في وجه هذه الخطط.

على الرغم من ذلك، يعتقد المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف أن عمليات الضم الإسرائيلية ستعقد قدرة الولايات المتحدة على التعاون مع العالم العربي في وضع خطة ما بعد الحرب لغزة، كما أنها ستقوض فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل، وذلك حسبما أفاد به مصدران مطلعان على الأمر.

يُذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد اشترطت عند توقيع اتفاقيات عام 2020 استبعاد إسرائيل لعمليات ضم الأراضي الفلسطينية. وبينما يرى المسؤولون الإسرائيليون أن هذا الالتزام كان مرتبطاً بفترة زمنية محددة وانتهى، يؤكد المسؤولون الإماراتيون أن أي عملية ضم ستشكل خرقاً لروح الاتفاقيات.

على مدار الأسبوعين الماضيين، أجرى المسؤولون الإماراتيون محادثات مع كل من البيت الأبيض وحكومة نتنياهو للتحذير من تداعيات الضم، كما ذكر المصدران. وقد رفض المسؤولون الإماراتيون التعليق على تلك المناقشات الخاصة، لكنهم لم ينفوا وجود قلق عميق وغضب في أبو ظبي حيال خطط إسرائيل.

ولم يهدد المسؤول الإماراتي الرفيع بشكل صريح بإلغاء اتفاق السلام الإماراتي مع إسرائيل، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال أيضاً.

وأوضح المسؤول أن الضم سيكون بمثابة “ناقوس موت لحل الدولتين”، رافضاً الادعاء بأن إسرائيل ستكتفي بالرد على موجة الاعترافات الفلسطينية القادمة، واصفاً ذلك بأنه “غير قابل للتصديق”.

وفي تصريح لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أشارت لانا نسيبة، المستشارة الأولى لوزير الخارجية الإماراتي، إلى أن أبو ظبي ترى أن إدارة ترامب تمتلك “الكثير من الأدوات” للتأثير على السياسة الإسرائيلية ومنع الضم.

وأضافت: “نثق في أن الرئيس ترامب لن يسمح لركيزة أساسية من إرثه، وهي اتفاقيات أبراهام، بأن تشوه أو تهدد أو تنحرف عن مسارها بفعل المتطرفين والمتشددين”.

ومن المتوقع أن يزور روبيو المنطقة قريباً للمشاركة في فعالية تنظمها مجموعة من المستوطنين في موقع أثري حساس سياسياً يقع تحت قرية سلوان الفلسطينية في القدس الشرقية، بالقرب الشديد من المسجد الأقصى، وفقاً لما أكده مسؤولون إسرائيليون.

وسبق لروبيو أن اتخذ إجراءات لمنع المسؤولين الفلسطينيين من حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، وذلك ضمن سلسلة من الخطوات التي قامت بها الإدارة ضد السلطة الفلسطينية.

ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً آخر بشأن خطة الضم اليوم الخميس، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون. ويتوقع أن يسافر صديق نتنياهو المقرب ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى ميامي يوم الأحد، وسيزور واشنطن لاحقاً هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع روبيو ويتكوف.

المصدر: RT

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق