تتصاعد المأساة الإنسانية في قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام ونصف على الحرب الدائرة هناك، حيث تحولت شوارع القطاع إلى مسرح لمشاهد مؤلمة من الموت والجوع، بينما تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب سياساتها المثيرة للجدل.
وأطلق تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تحذيرًا صارخًا الأربعاء الماضي، مؤكدًا أن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الأزمة ليصل إلى “مجاعة جماعية متعمدة” نتيجة الحصار المشدد على إدخال المساعدات.
وتشير التقارير الدولية إلى مقتل أكثر من ألف مدني فلسطيني خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء منذ مايو الماضي، خاصة بالقرب من مراكز توزيع المؤسسة الإنسانية الجديدة المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، والتي حلت محل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وسط انتقادات حادة.
وتكشف الأرقام الصادمة عن معاناة 2.1 مليون نسمة من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 900 ألف طفل يعانون الجوع الحاد، و70 ألفًا يعانون بالفعل من أعراض سوء التغذية التي تهدد حياتهم.
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة المحلية، سجلت 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة خلال 24 ساعة فقط يوم الثلاثاء، ليرتفع إجمالي الضحايا الذين لاقوا حتفهم جوعًا إلى 111 حالة.
ويواجه القطاع الذي كان يعاني أصلاً من عزلة شديدة قبل الحرب، انهيارًا كاملاً في بنيته التحتية، حيث انخفضت الشاحنات اليومية الداخلة من 600 إلى 28 شاحنة فقط، وفقًا لتقارير المنظمات الإنسانية.
وتواجه جهود الإغاثة الدولية عراقيل كبيرة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشددة، بما في ذلك منع عمل وكالة “الأونروا” التي كانت تقدم خدمات حيوية للمواطنين، بعد اتهامات لإسرائيل بتورط بعض موظفيها في هجمات أكتوبر.
وفي تطور مثير، استقال جيك وود المدير الأول للمؤسسة الإنسانية الجديدة قبل أيام من بدء عملها، معترفًا باستحالة الالتزام بالمبادئ الإنسانية في ظل القيود الإسرائيلية، بينما تتواصل المذابح بالقرب من مراكز التوزيع التي تشرف عليها المؤسسة.