تصاعدت حدة التوتر في المنطقة مع تزايد المؤشرات على استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية ضد إيران، في وقت أكدت فيه سلطنة عمان استضافتها لمحادثات نووية بين واشنطن وطهران يوم الأحد المقبل.
وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن تل أبيب في حالة تأهب قصوى لتنفيذ ضربة عسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط ويعرقل جهود الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة سحب عدد من موظفيها من المنطقة يوم الأربعاء الماضي، وذلك بسبب مخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل ورد فعل إيراني متوقع.
ولم تكشف المصادر عن نطاق العملية العسكرية التي تخطط لها إسرائيل، لكنها تأتي بعد أشهر من ضغوط مارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ ضربة ضد إيران.
يذكر أن ترامب كان قد رفض في وقت سابق خطة إسرائيلية لمهاجمة إيران، مفضلاً خيار التفاوض مع طهران، كما حذر نتنياهو قبل أسبوعين من أي تحرك عسكري أثناء المفاوضات الجارية.
وأظهر ترامب في الأيام الأخيرة تراجعاً في تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، خاصة بعد رفض المرشد الإيراني علي خامنئي مقترحاً أمريكياً لتقليص برنامج التخصيب النووي الإيراني تدريجياً.
من جهة أخرى، كشفت مصادر إيرانية عن اجتماعات عقدها مسؤولون عسكريون وحكوميون لبحث خطط الرد على أي هجوم إسرائيلي، حيث وضعت طهران خطة تتضمن قصفاً صاروخياً مكثفاً لأراضي إسرائيل.
وأكد مسؤول إيراني أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم رغم التصعيد الحالي، معتبراً أن التوتر المفتعل يهدف إلى الضغط على طهران خلال المحادثات المقررة مع واشنطن.
يأتي هذا التصعيد بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أكتوبر 2024، والذي تسبب بأضرار محدودة بفضل الدفاعات الجوية المدعومة أمريكياً.
وفي سياق متصل، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع نتنياهو يوم الاثنين، بينما عقد اجتماعاً مع فريق الأمن القومي الأمريكي في كامب ديفيد الأحد الماضي.
ويشهد البرنامج النووي الإيراني تقدماً ملحوظاً منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2015، حيث يقدر الخبراء أن طهران قادرة حالياً على إنتاج مواد كافية لعشر أسلحة نووية.