اندلعت موجة احتجاجات واسعة في عدة مدن أمريكية، الجمعة، تنديدًا بإجراءات إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، فيما امتدت بعض المظاهرات لتصبح احتجاجات ضد سياسات إدارة ترامب.
وشملت المدن التي شهدت تحركات نيويورك وشيكاغو وتكساس وسان فرانسيسكو، بالإضافة إلى دينفر وسانتا آنا ولاس فيغاس وأتلانتا وفيلادلفيا وميلووكي وسياتل وواشنطن العاصمة.
وفي خضم هذه الأحداث، برزت ظاهرة مثيرة للقلق تتمثل في انتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تروج الخوارزميات محتوى قديمًا أو مزيفًا لإضفاء طابع الأزمة المستمرة على الوضع في لوس أنجلوس، رغم أن الحياة تسير بشكل طبيعي في معظم أحياء المدينة، بحسب CNN.
واستغل بعض الحسابات غير الموثوقة على منصات مثل “إكس” و”تيك توك” هذه الأجواء لنشر أخبار كاذبة، مستفيدةً من مخاوف الليبراليين والمحافظين على حد سواء.
ومن بين المحتويات المزيفة، فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي على “تيك توك” يدعي تصويره جنديًا في الحرس الوطني يستعد لاستخدام الغاز ضد المتظاهرين، حيث حصد الفيديو أكثر من 960 ألف مشاهدة قبل أن يتم كشف زيفه وحذفه.
وأشارت رينيه دي ريستا، الخبيرة في انتشار نظريات المؤامرة عبر الإنترنت، إلى أن الوضع الحالي يشبه فوضى المعلومات التي رافقت احتجاجات جورج فلويد عام 2020، محذرةً من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والقديم الذي يعاد تدويره لأغراض سياسية أو مالية.
وتوقعت دي ريستا أن تزداد حدة هذه الظاهرة بحلول عام 2025 مع تزايد المحتوى المُصنع بالذكاء الاصطناعي، وسط تعدد المنصات التي تروج روايات مختلفة.
وفي سياق متصل، اختلفت الروايات حول الاحتجاجات بين المنصات، حيث اتجه مستخدمو “إكس” ذوو التوجه اليميني إلى اتهام المتظاهرين بالتحريض، بينما وجه مستخدمو “بلوسكي” اليساريون انتقادات لتدخل الحرس الوطني.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل انتشرت منشورات كاذبة على “إكس”، مثل ادعاء تدخل عسكري مكسيكي محتمل في لوس أنجلوس، والذي حصد أكثر من مليوني مشاهدة، بالإضافة إلى نظريات مؤامرة حول تمويل المتظاهرين من جهات حكومية أو أخرى.
وردًا على هذه الفوضى الإعلامية، دعا مكتب حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الجمهور إلى التحقق من مصادر المعلومات قبل مشاركتها، بينما نفى بعض الادعاءات بشكل مباشر.
إلا أن الارتباك استمر مع مشاركة شخصيات سياسية مثل السيناتور تيد كروز لمقاطع فيديو قديمة تعود لأحداث 2020، مما زاد من حدة التضليل.
كما تورطت حسابات حكومية في نشر معلومات مضللة، مثل ادعاءات حساب “الاستجابة السريعة” التابع لوزارة الدفاع بأن لوس أنجلوس “تحترق”، رغم عدم وجود تقارير تؤكد ذلك وقتها.