شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة فجر اليوم الأحد 1 يونيو 2025، مشاهد دموية مروعة، بعد أن استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نقطة لتوزيع المساعدات الإنسانية، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.
وأفاد مسعفون فلسطينيون بمقتل 26 مواطناً على الأقل وإصابة العشرات جراء القصف الإسرائيلي المفاجئ، حيث تعرض المدنيون الذين تجمعوا للحصول على المواد الغذائية لإطلاق نار كثيف، وفق شهود عيان.
وتحدث أحد الناجين عن لحظات الرعب التي عاشها، قائلاً: “تجمع الناس قبل الفجر بانتظار دورهم في تلقي المساعدات، وفجأة سمعنا أصوات انفجارات ودوي رصاص، فتحول المكان إلى ساحة فوضى وذعر”.
وأضاف شاهد آخر: “رأيت بأم عيني أطفالاً ونساءً يسقطون بعد إصابتهم، حاولنا إنقاذ الجرحى لكن القصف كان مستمراً، واضطررنا لنقلهم على عربات بدائية بسبب تعذر وصول سيارات الإسعاف”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن القوات الإسرائيلية استهدفت آلاف المواطنين العزل بقرب موقع توزيع المساعدات التابع لإحدى الشركات الأميركية، مما أدى لمقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وفي رد فعل سريع، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً أدان فيه ما وصفه بـ”المجزرة المتعمدة”، معتبراً أن نقاط توزيع المساعدات تحولت إلى “مصائد موت” للمدنيين تحت مرأى القوات الإسرائيلية.
وطالب البيان بفتح تحقيق دولي عاجل في الحادث، مؤكداً ضرورة فتح المعابر البرية وتأمين وصول المساعدات دون عوائق، محذراً من استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
يذكر أن قطاع غزة يشهد منذ أشهر كارثة إنسانية حادة بسبب شح المواد الغذائية والدوائية، فيما تواصل إسرائيل إغلاق معابري رفح وكرم أبو سالم، مما يعيق وصول المساعدات للضحايا.