دعت الحكومة اليمنية، في خطوة جديدة، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى مساعدة اليمن في استئناف تصدير النفط والغاز، معتبرةً أن ذلك يمثل أساساً لتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي، مما سيمكن الشعب اليمني من الاستفادة من موارده الطبيعية وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن التي عُقدت اليوم، والتي تناولت أبعاد الحالة في اليمن.
وأكدت الحكومة اليمنية أن استمرار تهديدات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بجانب توقف تصدير النفط والغاز، يسهم في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية ويدمر كافة القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية لليمنيين.
وأعربت الحكومة عن امتنانها للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهما المتواصل، مشيرة إلى أن تلك المساعدات تمثل عنصراً مهماً في التخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وأشار السفير السعدي إلى أن الحكومة تبذل جهوداً حثيثة لتنفيذ إصلاحات شاملة لمواجهة التحديات الكبيرة في مجالات الاقتصاد والمالية، إلا أن النقص الحاد في الإيرادات العامة يعوق تلك المساعي.
ولفت إلى أن استهداف الحوثيين لمنشآت تصدير النفط أدى إلى شلل في أحد أهم القطاعات الاقتصادية، حيث تشكل الصادرات النفطية نحو 90% من إجمالي الصادرات و80% من إيرادات الموازنة العامة، مما أدى إلى فقدان الدولة لمصادر العملة الصعبة اللازمة لتلبية احتياجاتها الأساسية.
كما أشار إلى أن تراجع الإيرادات يهدد الحكومة بعجز عن الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الخدمات العامة، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين.
وجدد التأكيد على التزام الحكومة بالسلام، مشيراً إلى أن جهودها، بالإضافة إلى جهود المجتمع الدولي، قوبلت بموقف متعنت من الحوثيين، الذين أثبتت تجارب الماضي عدم إيمانهم بالسلام أو الحوار.
وأوضح السعدي أن الحوثيين يسعون إلى إطالة أمد الصراع، مما يعمق معاناة الشعب اليمني ويهدد المصالح الإقليمية والدولية.
كما ناشد المجتمع الدولي بالانضمام إلى جهود تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، مع التأكيد على ضرورة تجفيف منابع تمويلهم.
وحذر من أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن، إلى جانب تفشي الأوبئة، قد يعرض ملايين اليمنيين للخطر ويزيد من معدلات انعدام الأمن الغذائي.
واختتم السفير بالقول إن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً من الصراع، حيث يتعرضون لانتهاكات جسيمة، داعياً المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم المقدم للاستجابة الإنسانية في اليمن.