أعلن رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك اليوم استقالته من منصبه، في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً وسط الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد.
وقد جاء الإعلان في مذكرة رسمية نشرها بن مبارك على حسابه الرسمي بمنصة X (تويتر سابقاً).
ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من رئاسة الجمهورية بشأن قبول الاستقالة أو تعيين بديل، ما يزيد من حالة الترقب والقلق بشأن مستقبل الحكومة اليمنية في ظل استمرار الحرب والوضع الإنساني المتردي.
وتضمنت مذكرة الاستقالة تفاصيل عن الجهود التي بذلها بن مبارك خلال فترة توليه منصبه، مشيراً إلى المعوقات التي واجهها في سبيل تحقيق الإصلاحات المطلوبة، لا سيما فيما يتعلق بصلاحياته الدستورية.
وأشار بن مبارك إلى بعض الإنجازات التي تحققت خلال فترة ولايته، ومنها وفورات مالية كبيرة في قطاع الطاقة، تجاوزت 133.5 مليون دولار خلال العام الماضي فقط، بالإضافة إلى مليارات الريالات التي وفرتها سياسات الترشيد المالية.
وأكد رئيس الوزراء السابق على دوره في مكافحة الفساد، وتفعيل دور مؤسسات الدولة في عدن، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من المنح والقروض الخارجية.
وختم بن مبارك استقالته بالتأكيد على التزامه بوحدة اليمن، معرباً عن أمله في أن يساهم من يخلفه في قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
نص الاستقالة
الأخ/ فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي
رئيس مجلس القيادة الرئاسي
الأخوة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي
المحترمون
الموضوع: استقالة
تحية طيبة وبعد،،،
بذلتُ صادقاً، ومن على أرض الوطن، كل ما استطعت من جهد للمساهمة في معركتنا الوطنية لاستعادة الدولة، وهزيمة الانقلاب الحوثي، ومحاربة الفساد، والإصلاح المالي والإداري، وإعادة بناء مؤسسات الدولة في العاصمة عدن.
ورغم أنني واجهت الكثير من الصعاب والتحديات، كان أبرزها عدم تمكيني من العمل وفقاً لصلاحياتي الدستورية في اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح عدد من مؤسسات الدولة، وعدم تمكيني من إجراء التعديل الحكومي المستحق، إلا أننا، وخلال فترة قصيرة، حققنا الكثير من الإنجازات من خلال المسارات الخمسة التي اعتمدتها كأولويات لي كرئيس للوزراء، لا سيما في مجالات الإصلاح المالي والإداري، ومكافحة الفساد، وتفعيل حضور مؤسسات الدولة وقياداتها في العاصمة عدن، وتعظيم الاستفادة من المنح والقروض الخارجية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمكنا خلال السنة الماضية فقط من تحقيق وفورات تجاوزت 133.5 مليون دولار في فاتورة شراء وقود الكهرباء، ومثلها تقريباً سيتم توفيرها من خلال إلغاء عقود الطاقة المشتراة في عدن، بالإضافة إلى اعتماد سياسة ترشيد إنفاق صارمة وفّرت على الدولة مليارات الريالات.
وما كان لذلك أن يتحقق لولا دعم عدد من زملائي في مجلس الوزراء، وفريقي الذي تشرفت بالعمل معه، محاطاً بآمال ودعوات الخيرين من أبناء شعبنا.
ووفاءً لقيمي، ولما عاهدت الله عليه في قسمي، وحرصاً مني على وحدة كافة مكونات الدولة اليمنية، لتوجيه كل جهودها نحو مستوى يليق بتضحيات شعبنا وصبره وتوقه للخلاص في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا، فإني أقدّم استقالتي من منصبي رئيساً لمجلس الوزراء، واضعاً إياها أمامكم وأمام الإخوة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، متمنياً لمن يُكلّف بعدي كل التوفيق والنجاح.
والله ولي التوفيق،،،
د. أحمد عوض بن مبارك
رئيس مجلس الوزراء
توقيع
تاريخ: 1 مايو 2025