كتب لاري سيمز تقريرا في صحيفة “الغارديان” عن السجون السرية “السوداء”، التي أقامتها المخابرات الأمريكية “سي آي إيه”.
ويبدأ الكاتب بوصف الوضع قائلا: “كانت هناك 20 زنزانة في السجن، كل واحدة تقف وحدها كأنها كتل إسمنتية، وفي الزنزانة رقم 16 قيد السجناء بقيود حديدية مربوطة بالجدار، وخصصت أربع منها للحرمان من النوم، حيث كانوا يقفون مقيدين من أيديهم بقضبان حديدية فوق رؤوسهم، ومن كانوا في الزنازين العادية كان لديهم سطل بلاستيكي، أما المحرومون من النوم فقد ألبسوا حفاظات، وفي حال عدم توفرها كان حراس السجن يقومون بإيجاد بديل من شريط لاصق، أو يتم تقييد السجناء عراة في الزنازين، التي لم تكن مدفأة، ومعرضة طوال الوقت للموسيقى الصاخبة”.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، عن جون “بروس جيسين” قوله لمحقق في “سي آي إيه” في كانون الثاني/ يناير، عندما حقق مع سجين اسمه غول رحمان: “الأجواء جيدة جدا.. قذرة لكنها آمنة”، مشيرا إلى أن جيسين، الذي قام مع محلل نفسي آخر بإعداد سياسة التحقيق المعززة، قضى عشرة أيام في السجن السري، قرب كابول العاصمة الأفغانية، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وبعد خمسة أيام من مقابلته رحمان، الذي ترك عاريا ومقيدا في زنزانته الباردة، عثر عليه ميتا نتيجة لانخفاض درجة حرارة الجسم.
وتشير الصحيفة إلى أن عائلات غول ومحمد بن سعود وسليمان عبدالله سليم، توصلت في آب/أغسطس إلى تسوية في المحكمة مع جنسين وجيمس ميتشل، جراء التعذيب الذي حصل لهم، حيث تجنب كل من ميتشل وجيسين خلال التسوية الوقوف أمام المحكمة التي كانت ستكشف عن تفاصيل ما جرى في السجن، الذي عرف باسم “كوبلت”، وكان يعرف بالنسبة لمن عاشوا فيه بـ”الظلام”، إلا أن الكثير مما قام محامو الدفاع بكشفه في المحكمة موجود في 274 وثيقة اضطرت “سي آي إيه” والبنتاغون لرفع السرية عنها قبل التسوية.
ويلفت سيمز إلى أن هذه الوثائق تقدم صورة كاملة عما تعرض له الرجال الثلاثة، وكيف تقاطعت حياتهما بصعود وهبوط جيمس ميتشل وبروس جيسين.
حادث قتل
ويكشف التقرير عن أنه من بين الوثائق المهمة التي تلقي الضوء على تسلسل الأحداث تقرير المخابرات الأمريكية الذي قدم لنائب مدير الوكالة لشؤون العمليات جيمس باييت، في 28 كانون الثاني/ يناير 2003، حول ظروف وفاة غول رحمان، وفي 32 صفحة واضحة وملاحق وشهادات من الضابط الشاب الذي أوكلت له مهمة حراسة الموقع السري، حيث يعيد التقرير “تسلسل للأحداث المهمة” بناء الأحداث والقرارات التي قتلت سجينا بعد 69 يوما من افتتاح السجن.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا السجن افتتح في أيلول/ سبتبمر 2002، حيث امتلأ بعد شهر من بداية عمله، وتمت إدارته بنوع من التخطيط الجيد والتطوير بناء على الظروف، وكان الموقع مصمما للحرمان الحسي، إلا أن مدير السجن أضاف إليه فكرة الموسيقى الصاخبة، وكشف المحققون عن أن مدير سجن “الظلام” قام باتخاذ قرار الإبقاء عليه مظلما، “في ضوء التحكم بالضوء في الزنزانة كلها، فكان بامكانه أن يبقي الضوء طوال الوقت أو مطفأ طوال الوقت، واختار الأخير”.
ويقول الكاتب إن مدير السجن، الذي تمت تغطية اسمه في الوثائق التي نزع عنها السرية من أجل القضية، وذكر بماثيو زيربل في التقرير الذي قدم للكونغرس، لم تكن لديه أي خبرة سابقة في إدارة السجون، ولم يعرف إلا بعد وصوله بثلاثة أيام أنه كان سيدير سجن “كوبلت” أو الظلام، وكشفت تسريبات سابقة عن قراراته عندما كان رحمان حيا، حيث سلم في باكستان ونقل إلى أفغانستان، إلا أن الوثائق الجديدة تشير إلى أن رحمان ربما ظل على قيد الحياة لو لم يصل جيسين إلى كوبلت واستلم التحقيق مباشرة مع رحمان.
ويفيد التقرير بأن جيسين، الذي حقق مع رحمان 6 مرات، وميتشل مرة واحدة، حاولا تخفيف ظروف سجن رحمان، إلا أن البرقيات الدبلوماسية تكشف عن قيام جيسين بالحديث ومناقشة تعريض رحمان لأسلوب التحقيق المعزز مع مقرات “سي آي إيه”، وكان موقفه مؤثرا عندما خطط زيربل للتحقيق مع رحمان، وبدا أن جيسين كان الرجل صاحب “الحيل” في التحقيق، كما كشف تقرير المحققين في وفاة رحمان.
وتبين الصحيفة أن زيربل قبل مقترحات جيسين عندما اشتكى رحمان من البرد بأنه كان يعتمد على أسلوب المقاومة الذي علمه إياه تنظيم القاعدة، وعندما قال إنه لا يستطيع التفكير بسبب البرد، واشتكى من المعاملة السيئة وانتهاك حقوقه، فسرها جيسين على أنها جزء من استراتيجية المقاومة، مستدركا بأن السجن، الذي لم يكن مدفأ والشتاء الذي يقترب يعني أن رحمان كان يشعر بالبرد بشكل خطير وقبل أسبوعين من وفاته بسبب انخفاض حرارة جسمه.
وينوه سيمز إلى أنه عندما زار مفتش كوبلت بعد وصول رحمان، أخبر المحققين أنه “كان باردا عندما وصل هناك”، ومر موضوع حرارة الجسم بذهنه عندما لاحظ أن رحمان كان يرتدي جرابات وحفاظة فقط، وناقش المفتش الموضوع مع زميله، كما ورد في التحقيق عام 2005، لكنه لم يتخذ إجراءات؛ لاعتقاده أن المسؤولين سيلتفتون لبرودة السجن، ولن يتركوا سجينا دون ملابس لمدة طويلة، لافتا إلى أن الحراس أخبروا أن رحمان ظل عاريا أو نصف عار آو بحفاظة طوال الوقت الذي قضاه في السجن، وكان جيسين يعرف هذا الأمر، وشاهد الأثر على جسده، واعترف للمحققين بأنه فقد ملابسه، ووصف كيف شاهده وهو يرتجف بعدما عرض لحمام بارد، كجزء من التكنيك المعزز.
وبحسب التقرير، فإنه من الملاحظات التي كتبها جيسين لجلسة تعذيب مع رحمان، جاء فيها: “قضى رحمان معظم الأيام بعد آخر جلسة في ظروف البرد وبطعام ونوم قليل، وبدا غير فاهم معظم وقت الجلسة”، ومع ذلك فإن جيسين عندما غادر كوبلت في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر أخبر زيربل أنه بحاجة لمواصلة الأسلوب الذي يترك أُثره على رحمان ويضعف مقاومته، وقال للمحققين إن فقدانه المقاومة لن “يحدث سريعا”، فـ”رحمان قوي البنية وضربه لن يحقق أي شيء، ويجب إجهاده جسديا ونفسيا، ونحتاج عدة أشهر حتى نوصله لمستوى يتعاون فيه”.
موت
وتذكر الصحيفة أنه بعد خمسة أيام في الساعة الثالثة من مساء يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 “كان رحمان مقيدا في وضع جلوس على الأرضية العارية وهو عار من نصفه السفلي”، بحسب ما ورد في سجل التحقيق، وقام الحرس بالتفتيش على رحمان أربع مرات في الليل، من 10-11 مساء و4-8 صباحا، وفي أثناء التفتيش في الساعة الرابعة صباحا، حيث كانت درجة الحرارة 31 فهرنهايت أي تحت الصفر، “نظر الحارس إلى الزنزانة وقام بالتصفير” في الساعة الثامنة صباحا، “كان رحمان جالسا في الزنزانة حيا لكنه يرتعش”، ولم يكن ارتجافه أمرا يثير القلق؛ لان السجناء كلهم يرتعشون من البرد، وبعد ساعتين نظر حارس إلى الزنزانة وطرق عصاه على بابها الحديدي لكن رحمان لم يتحرك.
التكنيك
ويشير الكاتب إلى أن الطريق الذي قتل رحمان بدأ قبل عام عندما كتب جيسين وميتشل ورقة في بداية عام 2002 تحت عنوان “إجراءات مضادة لأسلوب مقاومة تنظيم القاعدة للتحقيق”، وتم الكشف عن الدراسة أثناء الدعوى القضائية مع تظليل أجزاء منها، وقامت الدراسة على “دليل مانشستر”، وهو كتاب إرشادي متطرف يضم جزءا حول التحقيق الذي قد يواجهه الجنود على أيدي الأنظمة القمعية، ويضم الدليل إرشادات نفسية حول ضرورة الصمود والهدوء العقلي والنفسي وكيفية مواجهة التعذيب.
ويورد التقرير أن جيسين وميتشل خلطا بين هذه الإرشادات واستراتيجيات المقاومة، حيث اعتبرا أن طلب معتقل تنظيم القاعدة مثلا محاميا أو دواء، أو إذا اشتكى من تعرضه للتعذيب، هي أساليب مقاومة تلقاها من تنظيم القاعدة، لافتا إلى أن كون الدراسة بدأت بحديث “نحن لسنا خبيرين بالثقافة العربية أو تنظيم القاعدة” لم يخفف من حماسهما نحو أساليب التعذيب، وقاما طوال الربيع بتسويق الورقة، جيسين للبنتاغون وميتشل لـ”سي آي إيه”، حيث عرضا الفكرة من خلال رسوم بيانية على برنامج “باور بيونت”.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم تأكيد جيسين أن أسلوب التحقيق الذي كان يسوق له مع ميتشل لم يدع للعنف الجسدي، ولم يخرق قانون جنيف لمعاملة الأسرى، إلا أنه بحلول نيسان/ أبريل كان يخطط “لمسودة استغلال” تضم عزل المعتقلين في سجون محصنة من الصوت وسرية، بعيدة عن الصليب الأحمر والإعلام والمراقبين الأمريكيين والأجانب، مشيرة إلى أنه جلس بعد أشهر مع ميتشل وكتبا قائمة عرفت بأسلوب التحقيق المعزز.
ويذكر سيمز أن الوثائق من “سي آي إيه” تقدم للدعوى القضائية استخدامه في التحقيق عام 2002 مع أبي زبيدة، لأسلوب الإيهام بالغرق 83 مرة، الذي تم القبض عليه في آذار/ مارس، ونقل لسجن سري في تايلاند، حيث يكشف التحقيق مع أبي زبيدة كيف تم وضعه في صناديق تم ضربها بالحائط مرات عدة، وتحدثت بعد ثمانية أيامبرقية من سجن تايلاند السري كيف نجح التحقيق المعزز مع أبي زبيدة، بحيث “زرع فيه حس العجز والرضوخ والتعاون”.
ويورد التقرير نقلا عن جيسين وميتشل، قولهما إن هذه الأساليب يجب استخدامها في المستقبل مع “أرصدة ثمينة” من قادة تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان فيه ميتشل ينهي كتابة تعليماته فإن سجن كوبلت قرب كابول قارب على الانتهاء، حيث سيتم نقل سجناء يعيشون في الظلام على مدار 24 ساعة، ووصفت مذكرة الدور الذي سيؤديه المحللان النفسيان في برنامج التحقيق الموسع.
محمد بن سعود وعبدالله سليم
وتبين الصحيفة أنه بعد ستة أشهر، وفي نيسان/ أبريل 2003، كان محمد بن سعود وعبدالله سليم من بين 39 شخصا طبق عليهما أسلوب جيسين وميتشل في سجون “سي آي إيه” السرية، مستدركة بأنه رغم إضافة 10 مدافئ تعمل بالغاز بعد وفاة رحمان، إلا أن القليل تغير على وضع السجن، الذي وصفه جيسين بالقذر، وكان سليم وابن سعود مقيدين وعاريين معظم الأوقات في الظلام إلى حلقة في الجدار، أو إلى حديدة مثبتة بالسقف في زنازين الحرمان من النوم، لكنهما كانا يواجهان أثناء التحقيق أساليب جديدة، مثل الوضع في صناديق والصفع والإيهام بالغرق، أو وضعهما على حصيرة بلاستيكية توضع وسط حوض من الماء البارد والثلج.
ويلفت الكاتب إلى أن جيسين وميتشل دافعا عن نفسيهما طوال الدعوى القضائية، بالقول إنهما لم يعذبا سليم وابن سعود، ولهذا فإنهما لا يتحملان مسؤولية ما حصل لهما، مستدركا بأن سجن كوبلت صمم بناء على رؤيتهما، وكان على المحققين بعد وفاة رحمان التدرب والحصول على شهادة في تقنية أساليب التحقيق المعززة.
مراجعة
ويؤكد التقرير إن نجم ميتشل وجيسين كان في هبوط، فمنذ بداية من الربيع وصيف عام 2003 حفلت تقارير المخابرات الأمريكية بتعليقات قاسية حولهما، وحذرت مذكرة كتبت في حزيران/ يونيو 2003، من أنه “مع أن هذين الرجلين يعدان أسلوبهما الأفضل، فلا بد من بذل الجهود لتحديد القواعد والمسؤوليات قبل أن تقود غطرستهما ونرجسيتهما إلى نزاع غير منتج في الميدان”، وحذرت مذكرة من أن أسلوبهما “غير مناسب”، وتم استبعاد اقتراح أدائهما دورا في تصميم معايير الأخلاق للتحقيق؛ نظرا لأنهما أظهرا قلة احترام للأخلاق التي يؤمن بها زملاؤهما كلهم.
وتلفت الصحيفة إلى أنه جاء في مذكرة تعود إلى أيار/ مايو 2003، أن دورهما قد تغير، ولم يعد لهما أي علاقة بالتحقيق، وكلفا من الآن فصاعدا بالبحث والاستشارة الاستراتيجية، وطلب منهما النظر في طرق يمكن لـ”سي أي إيه” استخدامها في عمليات تحقيق أقل قسوة، وكلفا بإعداد ورقة لمساعدة المحققين لـ”الحصول على فهم عملي للطريقة التي تعمل فيها الذاكرة الإنسانية”، وطلب منهما إعداد دراسة هي عكس ما قدماه في أسلوبهما المعزز، وهي المساعدة على تهيئة كل من أبي زبيدة وغيره من الأرصدة الثمينة، لنقلهم من السجون السرية إلى سجن غوانتانامو.
ويقول سيمز إنه تم نقل أبي زبيدة ومجموعة من السجناء الآخرين، الذين عذبوا في السجون السرية، إلى غوانتانامو بهدوء في أيلول/ سبتمبر 2003، وتم نقلهم لاحقا للمنشآت التابعة لسيطرة “سي آي إيه” بعد ستة أشهر، أي قبل أن تصدر المحكمة العليا قرارا يسمح لسجناء غوانتانامو التقدم بدعاوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية، مشيرا إلى أنه لم يتم نقل أبي زبيدة و13 ممن تعرضوا لأسلوب جيسين وميتشل القاسي إلى سجن غوانتانامو للإقامة الدائمة فيه إلا بعد ستة أشهر.
وينوه التقرير إلى أنه في الفترة ما بين 2003 – 2007 تم وقف وتعليق صلاحية استخدام أسلوب ميتشل وجيسين، وتمت مساءلته قانونيا، وفي كل مرة جرت فيها مراجعة الأسلوب ثبت خطأ وزيف زعمهما من أن مناعة المعتقلين القوية يمكن كسرها من خلال “كوكتيل” أساليب التحقيق الوحشية التي اقترحاها.
وتورد الصحيفة نقلا عن ضابط في الخدمات الطبية التابعة لـ”سي آي إيه”، قوله إن تعاون أبي زبيدة لم يحصل بسبب عمليات الإيهام بالغرق، لكن “عندما تحول التحقيق نحو أمور كانت لديه معلومات عنها”.
ويقول الكاتب إنه في تشرين الأول/ أكتوبر قام المحققون البارزون في “سي آي إيه” والمحللون النفسيون والمديرون بالمصادقة على قائمة من التحقيق المعزز، وقدمت للكونغرس، حيث تتطابق مع قانون المفوضية العسكرية، لافتا إلى أنه جاء في وثيقة تم الكشف عنها أنه تم إلغاء أربعة من الأساليب، منها ثلاثة تعرض لها كل من سليم وابن سعود في سجن كوبلت.
اعتراف
ويفيد التقرير بأن ميتشل اعترف العام الماضي في كتابه “التحقيق المعزز” بأن أسلوبين فقط من أساليبه تمت الموافقة عليهما، “فقد أجمعنا أن أسلوبين من التحقيق المعزز يمكن استخدامهما في الإجراءات، الحرمان والضرب بالجدار، أما البقية مثل العري والصفع والمسك بالوجه والتحكم بالطعام والحجز غير المريح، فأعتقد أنا وبروس (جيسين) أنها ليست ضرورية بالمطلق”.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “لا أحد من عهد إدارة بوش ممن شاركوا أو سوقوا لأسلوب جيسين وميتشل ووافقوا عليه اعترفوا بهذه الطريقة، ولا يزال دورهم في السجون السرية يتكتم عليه من خلال الوثائق السرية، بل إن عددا من ضباط (سي آي إيه) ممن شاركوا في السجون السرية تعاونوا مع ميتشل وجيسين وشركائهما، وظلت تقدم الفواتير بالملايين لـ(سي آي إيه) لقاء خدمات تتعلق بالتحقيق، وبعد فترة طويلة من وقف البرنامج”.
ويذكر سيمز أن التسوية الشهر الماضي قبل المحكمة تعد أول اعتراف رسمي بتعرض رجال للأذى بسبب سياسة التحقيق المعزز، التي استخدمتها “سي آي إيه” في مرحلة ما بعد 9/11، وجاء في بيان من ميتشل وجيسين: “نأسف لمعاناة رحمان وسليم وابن سعود من الانتهاكات”، ونفيا في الوقت ذاته نفيا أي مسؤولية عن سوء المعاملة التي تعرضوا لها.
وجاء في البيان تأكيد كل من ميتشل وجيسين أن “سوء المعاملة التي تعرض لها سليم وابن سعود تمت دون معرفتهما أو موافقة منهما، وهما في هذه الحالة ليسا مسؤولين عنها، كما أن الدكتور ميتشل وجيسين لا يعرفان عن انتهاكات محددة قادت لوفاة رحمان، وهما ليسا مسؤولين عن هذه الأفعال”.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد 15 عاما من موت رحمان متجمدا من البرد في زنزانته المظلمة، فإن الأدلة التي جمعت قبل المحاكمة تؤكد عبثية الأساليب التي طورها جيسين وميتشل، وكيف تم رفضها بشكل مطلق بعد أكثر من عقد.