أثار قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الأول، إعفاء وزير الدولة، هاني بن بريك، من منصبه وإحالته للتحقيق، امتعاض وسخط قادة إماراتيين، فيما حظي القرار بتأييد رسمي من مسؤولي الحكومة اليمنية.
وتشرف الإمارات على إدارة محافظة عدن، جنوبي اليمن، وكان “بن بريك”، أحد أبرز المسؤولين اليمنيين الموالين لها، والذي أوكل إليه قيادة قوات “الحزام الأمني”، التي تسيطر على العاصمة المؤقتة، والمدعومة إماراتيا.
وانتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، امس الجمعة، ضمنيا إعفاء “بن بريك” من منصبه، وقال في تغريدة على حسابه بموقع تويتر “تعليقي على ما أراه: المشكلة الحقيقية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن، وهو في مفصل حرج في معركته المصيرية”، في إشارة إلى قرار هادي.
أما علي النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، فقد وصف في تغريده عبر حسابه على تويتر، الوزير المقال بأنه “بطل المقاومة الحقيقي”.
وقال النعيمي “بطل المقاومة الحقيقي هاني بن بريك، ساحات المعارك تشهد له وميادين العز تفخر به، بينما كان غيره يقاتل عبر القنوات الفضائية ويتخندق في الفنادق”، في إشارة إلى حكومة الرئيس هادي.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الوزير المقال، على قرار إعفائه، نشر موقع “فرسان الإمارات”، المقرب من دائرة القرار بالإمارات، تصريحا منسوبا للرجل، يشير فيه بأنه “الأقوى على الأرض”.
وقال “بن بريك”، الذي يتواجد في أبوظبي في التصريح “لم نختر الحرب ونتمنى إنهاءها، فبإطالتها لا يستفيد إلا بائعوا الأوطان، نحن الأقوياء على الأرض ونريد إنهاء هذه الحرب رحمة بأناس لم يرحمهم أهلهم”.
وباستثناء تصريحه بأنه “الأقوى على الأرض”، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من “بن بريك”، تشير إلى رفضه قرار إقالته، رغم أن صفحته الرسمية على “تويتر” ما زالت حتى مساء الجمعة، تعرّفه بأنه “وزير الدولة ـ عضو مجلس الوزراء اليمني”، وذلك بعد مرور 24 ساعة على إعفاءه.
نائب رئيس شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، هاجم الرئيس هادي بقوة لإعفائه الوزير المدعوم إماراتياً، وقال في سلسلة تغريدات على تويتر، إن”اليمن بحاجة إلى قائد يجمع ولا يفرق”.
كما ذكر خلفان، أن “هادي لم يعد مقبولا شمالا ولا جنوبا”، لافتا إلى أن “تغييره ضرورة ملحة لأمن اليمن والمنطقة بأسرها”.
ويرى مراقبون، أن موقف الجميع في الرفض أو القبول يعتمد على الموقف السعودي، والذي يبدو أن الرئيس هادي اتخذ القرار على ضوئه.
وفيما لم يصدر أي موقف سعودي رسمي سواء بالإيجاب أو السلب من قرارات هادي، ألمح الخبير العسكري السعودي، إبراهيم آل مرعي، إلى رضا سعودي حول تغيير “بن بريك”، لافتا إلى أن ما قدمه من خدمات جليلة لوطنه “لا تعفيه من المحاسبة إن أخطأ”.
وأضاف “آل مرعي”، الذي كان من أبرز محللي عمليات “التحالف العربي” في سلسلة تغريدات على تويتر، إن “ما قدمه الشيخ هاني من خدمة جليلة لوطنه وأمته، لا تعفيه من المحاسبة إن أخطأ، ولا تشفع له بمخالفة فخامة الرئيس مهما كان السبب”.
وذكر أن بن بريك “عُين بأمر فخامة الرئيس هادي وعزل بأمر الرئيس وأحيل للتحقيق، ليس في سرقة ولا خيانة، والخطأ وارد”، في تأييد واضح للقرار.
وفي المقابل، كانت الحكومة الشرعية في اليمن تحشد التأييد للتعديل الوزاري الذي اتخذه الرئيس هادي وتغييره لمحافظ عدن، حيث كان الإعلام الرسمي، ينشر برقيات تأييد من غالبية محافظي المحافظات.
وفي برقيات نشرتها وكالة “سبأ” الرسمية، أكد المحافظون باليمن تأييدهم لقرار هادي، ووقوفهم مع الشرعية الدستورية.
ومساء أمس الخميس، أجرى الرئيس هادي، تعديلا وزاريا على حكومة أحمد عبيد بن دغر، كما أقال اللواء عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، عقب خلافات كبيرة منذ أشهر، وأعفى وزير الدولة، هاني بن بريك من منصبه، وأحاله للتحقيق، دون الكشف عن أسباب تلك الإحالة.
ويعد وزير الدولة المعفى “بن بريك” والذي يقول مراقبون إنه مقرب من دولة الإمارات، أول وزير يمني في عهد هادي يقال من منصبه ويحال للتحقيق.