رحيل عبدالله عبدالعالم (عضو مجلس قيادة الثورة).. أسرار كبيرة يكتنفها الغموض!

محرر 216 يناير 2022
رحيل عبدالله عبدالعالم (عضو مجلس قيادة الثورة).. أسرار كبيرة يكتنفها الغموض!

توفي عبدالله عبد العالم، عضو مجلس قيادة الثورة إبان فترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي، وقائد ما كان يُعرف بقوات المظلات في الفترة ما بين عام 1970 إلى عام 1978. كان الرجل شاهدا على تحولات كبيرة في اليمن، أبرزها مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، وتصفية قادة الحركة التصحيحية، بما فيها قوات المظلات التي كانت تحت قيادة عبدالله عبدالعالم، ناهيك عن تصفية مشايخ تعز والحجرية التي عُرفت بأحداث الحجرية حينها.

صمْت الرجل، الذي فضّل العيش في المنفى بسوريا والقاهرة، وسكوته عن سرد ما في جعبته من أسرار ومعطيات تلك الحقبة، بل ومكاشفة التاريخ حول الأحداث، يظل لغزا عصيا في حياته وفي مماته، فلماذا سكت الرجل كل هذه السنوات؟

-صمت مثير

وفي هذا السياق، يقول عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري، علي الضالعي: “إنه كانت لعبدالله عبدالعالم خصوصيته المتعلقة بعدم الحديث عن أسرار الأحداث التي وقعت سابقا كاغتيال الرئيس الحمدي، أو أحداث الحجرية، وحتى ما بعد تحقيق الوحدة كذلك”.

وأضاف الضالعي، خلال حديثه لبرنامج “المساء اليمني” على قناة “بلقيس”، مساء أمس، أن “عبدالله عبد العالم كان إذا سُئِل عن سبب عدم حديثه عن تلك الأحداث السابقة فإنه يجيب بأنه يوثق تلك الأحداث”.

وبشأن الحديث عن تصفية مشايخ تعز، في 78، وأكثر الروايات مصداقية في ذلك، يؤكد الضالعي أن “ما جرى في الحجرية له ارتباط أساسي بالصراع الدائر بين نظامي صنعاء وعدن”.

ويضيف الضالعي أن “هناك روايات يتم تناقلها حول ما حدث للمشايخ لا يمكن أن تصدّق، كون بعض المشايخ لهم ارتباط شخصي وعلاقة قوية بعبدالله عبد العالم”.

وينفي الضالعي قيام عبدالله عبد العالم بقتل المشايخ، “كما أنه من غير المعقول أن يحدث ذلك، كونه كان يتعامل معهم كآباء وأعمام”.

ويفيد الضالعي أنه “في أثناء انسحاب عبدالله عبد العالم من المنطقة باتجاه الجنوب حينها كان المشايخ ما زالوا على قيد الحياة”.

ويرى الضالعي أن “من قام بقتل المشايخ هم عناصر من الجبهة الوطنية الديمقراطية، كما أن مجموعة من المشايخ تم تصفيتهم من قِبل عناصر الأمن الوطني التابع لصنعاء، وبتوجيه مباشر من قائد لواء تعز حينها علي عبدالله صالح”.

ويرجع الضالعي عدم حديث عبد العالم عن تلك الأحداث إلى الأوضاع السياسية التي شهدتها عدن حينها، “كما أن من أسباب منعه عن الحديث في سوريا خشيته من حدوث إشكاليات تتعلق بالعلاقات السياسية كذلك”.

-حياته وأدواره

وعن حياة عبدالله عبد العالم والمواقع والأدوار التي تقلّدها، يفيد رئيس دائرة التوجيه المعنوي السابق، محسن خصروف، أن “عبدالله عبد العالم تخرّج في الدفعة 49 من الكلية الحربية بالقاهرة، كما أنه كان أحد الضباط المغاوير في القوات المسلحة اليمنية أيضا”.

ويضيف خصروف أن “عبد العالم عُيّن قائدا للواء المغاوير في حركة يوليو التي عُين فيها الرئيس الحمدي قادة للجيش من الطبقة الوسطى بعد أن كان الجيش حكرا على أسر الطبقة الكبرى، وأصحاب النفوذ الاجتماعي والسياسي”.

ويوضح خصروف أنه “تم تعيين الرائد عبدالله عبدالعالم قائدا لقوات المظلات حينما تم دمج قوات الصاعقة بقوات المظلات، وإطلاق اسم قوات المظلات عليها”.

ويشير خصروف إلى أن “عبدالعالم كان له دور كبير في حرب 15 يوليو، حيث كان عضوا لمجلس القيادة حينها، كما أنه كانت له علاقة قوية بالرئيس إبراهيم الحمدي، وكذلك كانت له علاقته المتينة  بمحيط صنعاء، كونه كان رئيسا لتعاونيات بني الحارث”.

ويلفت خصروف إلى أن “الرئيس الحمدي كان يوكل كثيرا من المهام لعبدالله عبدالعالم، ويقول له تصرّف كرئيس دولة”.

ويفيد خصروف أنه “بعد اغتيال الرئيس الحمدي اتّجه عبدالعالم بقوات المظلات إلى الحجرية، كما أن الرئيس الغشمي اتفق مع قائد لواء تعز علي عبدالله صالح على إرسال مجموعة من المشايخ إلى عبدالعالم كوساطة لديه من أجل التراجع عن قرار التمرد”.

ويرى خصروف أن “عبدالله عبدالعالم بريء من دماء المشايخ كبراءة الذئب من دم يوسف، كما أنه لا يمكن أن يقوم بقتل مشايخ الحجرية وهو متّجه إليها”، على حد وصفه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق