أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ اليوم الجمعة إن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لم تظهر التزاماً حقيقياً بعملية السلام.
واتهم ليندركينغ في حوار مع “الشرق الأوسط”، المليشيا الحوثية بمفاقمة الأزمة الإنسانية وعرقلة السلام، من خلال استمرار التصعيد العسكري في محافظة مأرب.. محذرا من هجمات الحوثيين على مأرب.
وقال المبعوث الأمريكي أن هجمات الحوثيين على مأرب “تقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال الصغار وتعرّض أكثر من مليون يمني نازح داخلياً لخطر جسيم، وتعد الإجراءات الحوثية الأخيرة في مديرية العبدية أحدث مثال على تجاهل الحوثيين الصارخ لحماية المدنيين”.
وفي حديثه عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية برر ليندركينغ قرار واشنطن إلغاء التصنيف بالحالة الإنسانية لكنه أكد مواصلتها “النظر في تصنيف أفراد وكيانات الحوثيين وغيرهم، ممن يموّلون عدم الاستقرار في اليمن” إذا اقتضت الحاجة.
وذكّر بتصنيف واشنطن “الكثير من قادة الحوثيين والشبكات المالية التابعة لهم في قوائم العقوبات”، وقال إن “هذا له تأثير حقيقي على عمليات الحوثيين… سنواصل متابعة تصنيف الأفراد والكيانات التي تعزز عدم الاستقرار وترتكب فظائع ضد المدنيين”.
بناء لبنات للحل:
وأكد المبعوث الأمريكي أن جهوده التي بذلها طوال الأشهر التسعة الماضية في الملف اليمني من خلال انخراطه بشكل مكثف مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والزعماء اليمنيين والإقليميين لتقديم حل دائم يحسّن حياة اليمنيين ويخلق مساحة لتقرير مستقبلهم بشكل جماعي، تم ترجمته إلى بناء لبنات مهمة، لتمهيد الطريق للسلام في اليمن.
ولفت إلى أنه ساهم في بناء إجماع دولي وإقليمي غير مسبوق بشأن الحاجة إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وتفعيل الحل السياسي، وإعلان الحكومتان اليمنية والسعودية دعمهما لوقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات السياسية، كما رأينا سلطنة عمان تلعب دوراً إقليمياً حاسماً واستباقياً.
وأوضح كينغ أن بلاده اتخذت خطوات حيوية لتخفيف الوضع الإنساني، وهي واحدة من كبرى الجهات المانحة للاستجابة الإنسانية، إذ قدّمت قرابة 4 مليارات دولار للتخفيف من معاناة الشعب اليمني منذ بدء الأزمة قبل نحو 7 سنوات، كما ساعدت دعوة الولايات المتحدة مع المانحين الآخرين، في جعل اليمن أحد أكثر نداءات الأمم المتحدة تمويلاً، فضلاً عن تقديم الدعم الاقتصادي، ودفع الإصلاحات الحاسمة اللازمة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد اليمني.
خارطة سلام جديدة:
ولفت المبعوث الأمريكي إلى أن بلاده تدعم بقوة “جهود المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، لتطوير خريطة طريق لعملية سلام جديدة وأكثر شمولاً بقيادة الأمم المتحدة (…)ونتطلع إلى سماع المزيد عن خريطة الطريق الخاصة به قريباً”.
وقال إن الحل “سيستغرق جهود المجتمع الدولي المشتركة (…) جنباً إلى جنب مع الجهود المبذولة لتضخيم أصوات الغالبية العظمى من اليمنيين الذين يطالبون بالسلام”، موضحاً أنه وفريقه “ملتزمون هذه المهمة ونؤمن بها، لأن السلام ممكن”.
وأضاف: “الأمر يتطلب جهود المجتمع الدولي المشتركة لإنهاء هذا الصراع، لقد ساعدنا في بناء جبهة دولية أكثر اتحاداً ضد هذه الحرب، وسنواصل معاً المساعدة في توفير مساحة للناس لتقرير مستقبلهم (…) وسوف نعطي الأولوية للتنسيق مع المجتمع الدولي، وذلك للدفع بقرار دائم من شأنه تحسين حياة اليمنيين.. مشيرا إلى أن حل الصراع في اليمن “سيستغرق بعض الوقت”.
وعن الدور الإيراني في اليمن جدد كينغ التأكيد على أن طهران لم تلعب أي دور إيجابي في اليمن.. مشدداً على أنه “إذا أرادت إيران أن تُظهر أنها يمكن أن تكون جهة فاعلة ومسؤولة، فعليها أن تبدأ بإنهاء تدخلها في الصراع في اليمن”.
والخميس بدأ المبعوث الأمريكي جولة جديدة في المنطقة لبحث الملف اليمني مع قيادات الحكومة الشرعية والفاعلين الإقليميين والدوليين بهدف الدفع بعملية السلام في اليمن وإنهاء الصراع الممتد منذ سبعة أعوام.