تشهد العاصمة اللبنانية بيروت هدوء حذر بعد أن عاشت اليوم الخميس على وقع أعمال عنف أعادت إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي لا سيما بعد أن اندلعت اشتباكات بين منطقتي الشياح وعين الرمانة اللتين شكلتا سابقا خط تماس.
وسجلت منطقة الطيونة القريبة من قصر العدل في بيروت نزوحا كثيفا للسكان بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية بعد سقوط 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا، وفق حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة.
بالتزامن انتشر الجيش بكثافة في المنطقة في محاولة لتطويق العنف الذي اندلع منذ ساعات الظهر، إثر تنفيذ مناصرين لحركة أمل وحزب الله احتجاجا أمام قصر العدل ضد المحقق في قضية مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار. إلا أن الأمور سرعان ما تدهورت لاحقا وتحولت إلى إطلاق نار ورصاص وقذائف.
واستعرض مسلحون من الحزبين بأسلحتهم الثقيلة في ضواحي بيروت فيما انتشر قناصون على أسطح المنازل.
وحدثت تلك التطورات بعد حملة انتقادات وتحريض شنها حزب الله ووسائل إعلام محلية تدور في فلكه ضد القاضي بيطار متهمين إياه بعدم الحيادية، بعد أن طلب استجواب وزراء ومسؤولين أمنيين حلفاء للحزب.
في المقابل، تقاطرت الدعوات الدولية من أجل ضبط النفس، والحفاظ على استقلال القضاء من الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والولايات المتحدة وفرنسا ومصر وغيرها.
في السياق عينه، شدد رئيس الوزراء على أهمية الحفاظ على السلم، داعيا إلى التهدئة والتحقيق في ما جرى بالتعاون مع القوى الأمنية.
بينما اتهم سياسيون معارضون حزب الله بافتعال الاضطرابات اليوم بعد أن حرض لأيام على بيطار مقوضا استقلالية القضاء.