واشنطن تقطع شريان مليشيا الكهنوت في الإمارات ويمنيون يطلقون حملة لفضح التحالف السري بين الإمارات والحوثي (رصد)

14 يونيو 2021
واشنطن تقطع شريان مليشيا الكهنوت في الإمارات ويمنيون يطلقون حملة لفضح التحالف السري بين الإمارات والحوثي (رصد)

لم تكن العقوبات التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية بحق شبكة تهريب حوثية كبرى مقرها الإمارات مفاجئة للداخل اليمني، إذ باتت علاقة التنسيق والتحالف بين دويلة الإمارات وقيادة مليشيا الحوثي مفضوحة على المستوى الرسمي والشعبي منذ سنوات.

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية أعضاء شبكة التهريب وعلى رأسهم القيادي الحوثي سعيد الجمل، زعيم الشبكة المقيم منذ 2009م في إيران، على قائمة العقوبات، بعد أن رصدت السلطات الأمنية خطاً مالياً معقداً لتهريب النفط الإيراني المحظور في دول أخرى، يبدأ في إيران ويمر عبر الإمارات تحت غطاء عمليات تجارية واستثمارية، ليصل في نهاية المطاف على شكل دفعات مالية (ملايين الدولارات) إلى جماعة الحوثيين في اليمن، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يتواجد أعضاؤه في لبنان واليمن.

وجاء في تقرير الخزانة الأمريكية الذي تابعه عدن نيوز ان شبكة التهريب التي يقودها الجمل استخدمت سفينة يطلق عليها “تريبل ساكسيس” لتهريب النفط الإيراني الأمر الذي أتاح للحوثيين المقدرة على ضرب اليمن والسعودية. وبحسب التقرير فإن السفينة تتردد كثيراً على الإمارات وترسو بميناء خورفكان الإماراتي.

هذه المعلومات أثارت حفيظة سياسيين سعوديين، من ضمنهم الدكتور خالد آل هميل السبيعي، والذي وجه تساؤلاً لاذعاً لأبوظبي جاء فيه:

 

وطالت العقوبات أيضاً شركة سويد وأولاده للصرافة، وهي شركة مملوكة لقيادات حوثية، بعد تورطها في تسهيل وصول دفعات مالية طائلة من إيران والإمارات إلى ضباط إيرانيين متواجدين في صنعاء.

ويشير التقرير إلى ان جهود هذه الشبكة السرية (مزيج معقد من الصرافين ورجال الأعمال) نجحت في تمويل جزء كبير من المجهود الحربي للحوثيين، والذي ألحق الدمار الكبير باليمن، على مدار السنوات الماضية.

وبموازاة هذه الأنباء أطلق يمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الدور الإماراتي المفضوح والتخابر مع مليشيات الحوثي لتقويض البلاد وقتل مشروع الدولة اليمنية الإتحادية، والذي كان على بعد خطوات ليرى النور قبل أن يباغت الحوثيون بضوء أخضر إماراتي وتمويل مالي ودعم عسكري ولوجستي غير مسبوق بإعطاء الضوء الأخضر للمليشيا باحتلال العاصمة صنعاء وإسقاط الدولة الوليدة من رحم ثورة فبراير 2011م.

 

صداقة في السر وعداوة في العلن

يرى مراقبون إن الإمارات التي تدعي منذ سنوات أنها تحارب الإنقلاب الحوثي في اليمن تخفي علاقة صداقة قوية مع المليشيا التي كانت السبب في خلق ذريعة لنظام بن زايد للتدخل العسكري المباشر في اليمن وبسط الهيمنة والنفوذ على أهم موانئ ومنافذ البلاد.

ويرى الناشط عبدالحميد السلمي إن الطرفين صديقين حميمين وأبرز دليل على ذلك هو إحجام وتمنع الحوثيين طوال 6 سنوات من الحرب عن توجيه ضربات صاروخية باتجاه أبوظبي، أسوة بالضربات الصاروخية والغارات الجوية للطيران المسير والتي تنهال بشكل شبه يومي على مختلف المدن السعودية، بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ويرى الطبيب والناشط اليمني صدام الشغدري أن الحديث عن احتمال وجود صداقة بين الإمارات والحوثي حديث سخيف لأن الصداقة أصبحت مفضوحة وعلنية.

 

تنسيق مشترك وتهريب لكل شيء

يرى مراقبون إن قنوات الدعم الإماراتية للحوثيين كانت ولا تزال شريان الحياة الأول بالنسبة لجماعة الحوثيين، ولولا هذه القنوات لما تمكنت المليشيا من الصمود في وجه الجيش الوطني او الغارات السعودية شهراً واحداً.

وفي هذا السياق أكد الصحفي أنيس منصور إن الإمارات قامت بتهريب كميات هائلة من النفط ومشتقاته إلى مناطق الحوثي وذلك عبر وكيلها في عدن (مليشيات المجلس الانتقالي)،  الأمر الذي أبقى آلة الحرب الحوثية قادرة على الحركة والتوغل والهجوم دون توقف، وبالرغم من مرور فترات زمنية طويلة عاشتها صنعاء وهي تعيش أزمة انعدام النفط.

وبحسب منصور فإن عمليات التهريب للمشتقات النفطية من عدن إلى المسيمير بمحافة لحج ومنها يتم تفريغ النفط إلى خزانات سيارات دفع رباعي تسلك طرق فرعية للوصول إلى مناطق الحوثيين بعيداً عن أعين الرصد اليمنية أو السعودية.

وأشار منصور بأن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء المنشق فضل حسن هو من أفرج عن جميع المتهمين المتورطين في تهريب السلاح والنفط للحوثي.

العدو مشترك والمصلحة واحدة

منذ للحظة الأولى لمشاركتها في اليمن، تنزع الإماران لتأييد انفصال الجنوب عن الشمال، وقد أعلنت ذلك عبر قنوات رسمية وغير رسمية، وهو أمر يعزز مصالح الحوثيين الذين يسيطرون فعلياً على جزء كبير من شمال اليمن وليس لديهم نفوذ أو وجود يذكر في الجنوب.

ورغم أن الحوثيين لم يعلنوا تأييدهم لانفصال الجنوب أو عزمهم إقامة دولة مستقلة في الشمال، إلى أن واقع سياستهم يشير إلى أنهم يريدون الانفصال بالشمال أو الاستئثار به في أفضل الأحوال، وبالتالي تحول الجنوب إلى دويلة يعزز مشروعهم، ويؤدي إلى تلاقي مصالح الإمارات والحوثيين.

كما أن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، والمدعومة من السعودية والتي كانت تتخذ من عدن عاصمة الجنوب مقراً مؤقتاً، هي بمثابة عدو مشترك لكل من الإمارات والحوثيين وكذلك لأتباع أبوظبي من الانفصاليين الجنوبيين.

وفي هذا الصدد تقول ناشطة يمنية إن صور الدعم الإماراتي للحوثيين متعددة ومنها ضرب الاقتصاد اليمني ومنع الحكومة من تصدير المشتقات النفطية والسيطرة على مصادر الدخل الرئيسية في البلاد، مصادرة عائدات المطارات والموانئ والجزر والمنشآت النفطية.

 

 

 

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق